أيمن فضل عودة
الدكتور أيمن فضل عودة (طبيب أسنان، كاتب، وشاعر).
ولد في 711-1-197 في مدينة حيفا – فلسطين.
أنهى الدكتور أيمن عودة تعليمه الثانوي في مدرسة المتنبي في حيفا، ثم التحق بكلية طب الأسنان في الجامعة العبرية في القدس، وحصل منها على لقب أول في العلوم الطبية، ولقب دكتوراة في طب الأسنان، بعد تخرجه فيها سنة 2001. ويقول الدكتور أيمن عن نفسه:
قد يبدو لكم أمرا غريبا أن يتقدم شخص مثلي، ليس متخصصا في اللغة العربية، ليكتب وينشر مقالات أدبية أو لغوية دقيقة فيها. فالأمر ليس بهذه البساطه، إذ لست متهورا ولست ساذجا إلى هذه الدرجة، أن اقتحم هذا الميدان، دون أن أكون قد درست وتبحرت فيه وتضلعت منه. فأرجو أن تولوه اهتماما من جانبكم!
فعلى الرغم من تخصصي في طبّ الأسنان، إلا أنني إذا أردت أن أعرّف بنفسي أقول باختصار: إنني مولع منذ نشأتي في القراءة والكتابة والتثقيف الذاتي، وكانت اللغة العربية دائما محطّ اهتمام بالغ وحبّ شديد لدي، لا سيما في مجالات النحو والصرف والشعر والعروض.
فقد رَمَت بي أقدار السماء من حيث لم أحتسب، إلى أن أدرس اللغة العربية على مدار سنين طوال، فدرست وتبحرت في النحو العربي، متنقلا بين كتب النحو البسيطة إلى أمهات المراجع النحوية، ابتداء من كتاب سيبويه إلى شرحه والتعليقة عليه، فكتب ابن جني المختلفة كالخصائص والمحتسب، فالهمع للسيوطي، فألفية ابن مالك وشروحها المختلفة، فكتب ابن مالك الأخرى كتسهيل الفوائد وشواهد التوضيح، وغيرها من مراجع النحو الأصيلة.
ومن أهم الكتب التي عُنِيت أو عَنِيت- كما يحبها أصحاب القل ولا تقل- بدراستها وكان بمثابة المرجع الأساسي لي، هو كتاب (النحو الوافي) للأستاذ العلامة عباس حسن، فكانت معظم دراستي منصبة على هذا الكتاب؛ فقرأت فيه الكثير الكثير، فكان بذلك معلمي الأساس في دراسة النحو، لا بل والتبحر فيه والاطلاع على لغات العرب المختلفة من خلاله.
كل هذا، ناهيك عن كتب وإصدارات لغوية أخرى، قرأتها بشكل كامل أو جزئي، مثلا :كتاب (الحمل على المعنى في اللغة العربية) للأستاذ العراقي القدير الدكتور علي عبد الله حسين العنبكي، وكتاب (اللهجات العربية في التراث) للأستاذ أحمد علم الدين الجندي.
هذا بالإضافة إلى دراستي للعروض والشعر العربي قديمه وحديثه، متنقلا فيه بين كتب العروض القديمة ككتاب: ميزان الذهب في صناعة شعر العرب، والعروض الواضح، وكتاب العروض لابن جنيّ؛ ما دفع بي إلى القراءة في البلاغة العربية وعلومها المختلفة كعلم المعاني والبديع.
ولم يكن كل هذا ليتأتى لولا القاعدة اللغوية المتينة، التي حصلت عليها في دراستي المدرسية، لا سيّما الثانوية.
ومن خلال دراستي هذه، كان لي أن أطّلع على لهجات العرب ولغاتهم المختلفة، لا سيما النحوية فيها، كما عاينت عن كثب اصطراع الرأي بين النحاة والمدارس النحوية واختلافهم في شتى المواضيع. وكنت أبحث عن ضالتي فيما يريحني من كل هذا الإرهاق اللغوي، إلى أن اهتديت إلى مجمع اللغة العربي المصري وإصداراته المختلفة، وكانت هذه ضالتي التي أنشدها، فدرست إصدارات لجنة الأصول كلها، والمتمثلة بسلسلة كتب: " كتاب في أصول اللغة"، فُتِنتُ بها فدرستها دراسة جذرية، ودرست في سلسلة: (كتاب الألفاظ والأساليب) الصادرة عن لجنة الألفاظ والأساليب؛ فرأيت كيف أن مجمع اللغة ينشد التيسير اللُّغوي والاتساع في اللغة، بدلا من تضييقها وتعقيدها؛ فلاءم هذا النهج نظرتي الشخصية التي أومن بها في اللغة العربية، وهي وجوب التوسيع والتيسير، والعمل على تخريج وتوجيه المشكلات اللغوية وحلها، بدلا من التسرع في الحكم عليها بالخطأ والشذوذ والضعف والعلة، كما سعى إلى ذلك أصحاب مؤلفات الأخطاء الشائعة وأصحاب القل ولا تقل.
وهذا في الحقيقة ما جئت لأنقله لكم وأنشره على منصتكم، وهو نتاج دراسة زادت عن العشر سنوات في هذا المجال، وإن كانت بتثقيف ذاتي وجهود شخصية، ونظرا لعلمي بأن جزءا مما سوف أكتبه قد تختلف الآراء فيه؛ أسميت أو قل سمّيت -كما يحبها أصحاب القل ولا تقل- هذه السلسلة: (رأيٌ في اللغة)، فهو رأي خليق بأن يُعرف ويُشاع، وبعدها الخيار مضمون للجميع، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وعليه، فإن ما سوف أقدمه للقراء الكرام، ليس هو رأيي الشخصي، بقدر ما هو رأي علماء اللغة الكبار، الذي اطلعت عليه وآمنت به. وإن كان رأيي الشخصي، فلن يكون إلا مدعوما بآراء اللغويين والنحويين، فما جئت لأبتكر في اللغة وأختلق فيها من عند نفسي، بلا وعي وتثبّت؛ وأنّى لي ذلك!؟ إنما أنقل الرأي الذي أومن به. وقد يكون هذا الرأي مخالفا لنهجكم أنتم (القائمين على الديوان)، وَفق ما اطلعت عليه في شروط النشر في ديوانكم، إذ أراني مستدركا أيضا على بعضها، وأراها من قبيل التعقيد اللغوي الذي نحن بغنى عنه.
ولكن أذكركم أنكم تُعَرِّفون ديوانكم بأنه يكفل حرية الرأي، فمن هذا المنطلق أرجو منكم أن تحفظوا لي حرية رأيي في هذه المواضيع دون أن ألزمكم بها.
ولي أن أذكّر حضراتكم، أن أدبنا العربي يزخر بالعلماء والأدباء والشعراء، الذين لم يتخصصوا باللغة العربية، ولا أقارن نفسي بهم، أذكر على سبيل المثال، عباس العقاد، الذي هو غني عن التعريف، ولم يكن متخصصا، ولم يتخرج من جامعة في اللغة العربية، وغيره الكثيرون.
فلا يغرّنكم أنني لم أجلس على مقاعد الدراسة في كلية الآداب.
والله ولي التوفيق..