

أيقونة في ذرى العرش
إليك أيها النور المسكوب بالحقيقة على ضفة هذا الوجود، كم تنثرنا شآبيباَ من منسك طهرك في كل آن وأين ولم نتهجأ من النهر غير قطرة كونية أسمها الحب تدلنا على العبور بسلام الوالهين، فإليك يارسول المحبة تنبض قلب دالية السماء.
بيني وبينك لحظة كونية للحب يا ديما من الآلاء
فاسكب بمعرفتي ملائك خفقة مشحونة بحقائق النقباءوانسج بوحيك ما تشجر في دمي من سرّ ما ملكت من الأحشاءواقدح زنادي بالنشيد فما أنا إلا كحنجرة الوجود النائيوأعدني نحوك بامتداد مسافة وقتية لمدينة نوراءفهانك تبتهل الأماني التي امتدت بقوس خلاصة الأفياءوهواك فيّ حقيقة فطرية مذ أول النبضات للإيماءتبتل بالشوق المعتق بالهدى المسكوب في نهر من الأمناءولي امتداد شهية منقوشة بالعشق في نطفٍ من الأضواءولي إنتماء غابر أودعته بجداول الإنسان في أنحائييا نغمة في الغيب من ملكوتها انهمرت ينابيعا من العظماءخذ مقلتي شهادتين أضائتا للكون وسط مساحة عمياءواطلقهما كالنجمتين رسالة مما تفيض بجوهر الأشياءفهنا سلام حمامة تجلو الرؤى وهناك غصن مودة شماءوهناك قد نسجت هواك قلوبنا عند السؤال لأجابة غنّاءفأمدد جناحك أبيضا لأصافح الروح التي انسكبت على الجوزاءواشعل بنا الأقدار من أكمامها نزل السلام كروحك الخضراءفأنا أبسمل هائما بحقيقةٍ للشعر قد ذابت هوى بدمائيمتقلبا في العاشقين أتيت من أقصاي حتى قمة العرفاءلأراك تبعثني بطوق قصيدة تنساب مثلَ سحابة بيضاءوأنا أرتّب داخلي لعروجها جهة اليقين بظلّ "غار حراء"وقد استوى الشفقان يلتحفا السنا وسناك مشتعل بطبع الماءومشيت أرتضع المودة فيهما وأنا كلون الأفق حال سخاءلابد من وتر يصيخ لنبضة تجني السؤال بشرفة الحكماءأأحرر المعنى الذي فيك أشتهى قوس السماء لمنتهى الأضواءأم أنثر الينبوع من خلقِ المدى الحاني على العرفاء والفقراءلأضمد الدنيا بوحي رسالة كنست ظلام اللحظة الرعناءيا سيد الأفهام لغزك غيمة بيضاء ترفل بالسنا الوضاءويداك مورقتان الحب تلك أصابع ببنانها كون من الاضواءفتقدس الطهر الذي صلت له كل الملائك من علوّ سماءوتقدس النفس الذي انشقت له الأرضون في ذمم من الأفياءمذ بسملتك الشمس شرفة حلمها وتموسقت بالدفء حال صفاءكانت كواكبها وراء بزوغها ظمأى لنهرك في حنو نماءكانت تصليك السماء لعرشها تاجا من الإحياء والإيحاءيا يوم ذكراك التي انغرست به شفة الخلود بقامة فرعاءاليوم قد "ولد الهدى" فتمسكي بالشوق يا مهجا على العلياءوتشبثي بالشمس بلغة شوطها فلطالما انتظرت لنبع سناءياسيدي ولقد أتيتك مشبعا بالحب في رئة من الأبناءلأبوة تبقى بسرمد طهرها منذورة بضمائر النبلاءنقشت بإسمك عمقها ومحمد نقش تعملق في ذرى الآباءإن الرسول أبٌ لكل حقيقة تمتدّ حتى جوهر الآلاءالله شرفه فكان مهابة الكون المسيج بالهدى في اللاءمازال يفترع الجنان بظلّه مازال يشرق بالمنى الوضاءوقد اصطفاه القلب ومضة روحه من قمة الأخلاق للعلياءيا بصمة لله آثر نقشها فأتمّها نسكا لكل حياءها جئت وقتك عارفا بعروجه القدسي حتى منتهى الإسراءمتطوّفا فيك الحياة بثقلها لأجوز عبر حقيقة الميناءفاغدق عليّ تفتق الفجر الذي أغدقته طوراً على سيناءوافتح مصاريع القلوب لشوقها أملا يشعّ على صدا الوعثاءيا ابن السما النبتت قواه بوحيها في المرسلين لقمة استثناءقل لي بربك أي شوق أنت في ملكوته بالسدرة العصماءناجاك ربك واصطفاك لذاته ذاتا يشرفها دنو لقاءأم قاب قوسين المحبة كنت في الملأ الكرام على رفيع بهاءذا أفق صوتك لم يزل متعلقا فيها إليك مرفهاً بولاءوأنا ارتشفتك رحمة أزلية فيضا ينير الغيب للإغراءومجددا فيك ابتهال قداسة ممزوجة بقداسة الزهراءوعبرت نحوك نحو كل مدارج الأمناء حتى مراتب الشفعاءووجدتك الأشهى بكل تكامل الملكات حتى روعة الأسماءياسيدي يا من ترقرق داخلي كالماء يحيي عذوبة الإرواءفأنا أحبك تلك أقصى حقيقتي والحب أشرف لحظة عذراءدعني ألملم من سناك هوية آمالها تطفو على استحياءيا سيد النور الموزع بالذرى نرتاده مذ شهقة الأصداءها جئت يحملني انتباه مدلّه ولهٍ بكل إشارة عصماءلتبثني شفة تحرر شوقها يا واهب الأرواح روح نقاءهذا ربيعك موعد لحقيقة الروح المعلقة على الأعضاءانقش بقلبي من أريج مودة كيف اشتهت تمحو إلى ظلمائيفسماؤك الأنقى أرتلها هوى وهدى يمارس روعة الأشداءفلنا بمولدك الشريف مناقب تكفي السنين بقطرة استسقاءولنا بمولد "جعفر" أنشودة نرتادها من كوكب العظماءيا موطنا للفكر حيث رواؤه مازال يوقد جدوة العلماءومفقها قلب الوجود برحلة عشقية لله في الفقهاءهذا بنان الطهر مصباح الورى حيث الدليل منارة الآراءمازال من علم الرسول معلم ورؤاه وحي رسالة عصماءوهناك حيدرة بروح محمد غذته فاطمة له بنقاءمتلحفان ذرى المحبة هاهما متزملان من الكسا برداءلاذت بهم سكك القلوب خلاصة الأمل الذي نرتاده برضاءفاقبل قليل مشاعر نطقت بها رئة القصيد بألسن الشعراءفعليك صلى العرش حدّ يقينه يا خير مرسول أتى بنداء