أعيدوا
أعيدوني الى أرضي أعيدوا
وسبُّوا غربتي سبًّا وزيدوا
ومن ماءِ السّواقي شرِّبوني
فمن سَقْمي الشّفاءُ به أكيدُ
ومن تينِ السّوافي أكّلوني
مزيدًا لن يضرّ بي المزيدُ
وفي بحرِ الهوابرِ غسِّلوني
فطُهري دونه أملٌ بعيدُ
ومن دفءِ الحواكيرِ اغْزِلوا لي
فقلبي دونها ماءٌ جليدُ
وفي فيءِ العرائش مهِّدوا لي
فعودي دونهُ عودٌ وقودُ
أعيدوني إلى أرضي أعيدوا
فما عادتْ تُخوّفُني الحدودُ
أعيدوني الى زمَني أعيدوا
يعُدْ دهرًا ليَ العمرُ الفقيدُ
إلى رمليْ إلى شجرِي أعيدوا
يعُدْ من روضهِ جدّي الرشيدُ
إلى طربي إلى لعِبي أعيدوا
يعُدْ من جنّةٍ نصْفي الشّهيدُ
أعيدوني فليسَ على الروابي
سياجٌ أو كلابٌ أو جنودُ
إلى أمّي إلى أحشائِها لا
يضيعُ مُجدّدًا ذاكَ الوليدُ
وقد حلَفَ الرّدى بالله أنّي
إذا ظهرًا رجعتُ ضُحىً تعودُ
إلى مَثَلي إلى سلطانِه لا
يفوهُ برايهِ الوَلَدُ العنيدُ
يُعِدْ تخليقَ فلذَتِه لكيلا
يفرَّ بجهلِه الطفلُ البليدُ
إلى كتُبي إلى تخْتي إلى حيـ
ثُ عندلَ حافظٌ وشدا فريدُ
إلى "ستّي" بصحنِ الدار في ظلْـ
لِها ظلّي وفي الحجرِ الخُدودُ
إلى جدّي وماءُ البيرِ يَروي
حكايتَهُ وتستمِعُ السّدودُ
أعيدوني فلستُ أخاف شيئًا
وخوفي منهمُ خِصمي اللّدودُ
ومن نفسي أعوذُ بكمْ فعنّي
ادفعوا ذاكَ الهوى دفعًا وذودوا
وشيطاني فغلّوهُ فكم غلـْ
لَني حتّى علمتُ بما يريدُ
فإن متُّ ففي الصّديقِ صلُّوا
عليّ وعلِّموا قبريْ وعودوا
ليعلمَ كلُّ مُبتعدٍ بأني
قد اخترتُ الذي اختارَ الجُدودُ
ويقرأَ كلّ مقتربٍ عليّ ال
الفواتحَ علّه يعفو المجيدُ
إلى ابنة هاشمٍ هيّا أعيدوا
لمن في عشقِها وقعَ القصيدُ
إلى من يرجعُ البصرُ الحديدُ
بها للقلب والأملُ البعيدُ
إلى وطنٍ يعاديهِ العبيدُ
ومنه يرتجي السّلمَ الوُجودُ