

يذكرني النسيان
يُـذكـّرني النسيانُ،أن حَبـْـل العُمر، مُـنفرط الأويقاتِ.
مِنْ غير جرس ، ولا كيـــانِ ِ.
وذاكرةُ الشيخ لا تقـْوىِ ، على لــَــمِّ الشرخ ،في عـقدٍ ، هـُو السِّيرة ُالأولى
في التجـليِّ..
وغــيْـم البياضاتِ .
كما لوْ أنـِّي...
ألَـَــوِّنُ عُصفورا، إلى خـَـرَس الغـِناء، ونـُثار ريش ٍ ، في مَهَبِّ الأهْـواءِ،
وأنـْسى شجـَرا ، خلف النبْض، يَــنـْضو أخضرَ،
ويأتيني هيـْـــكلا ،
مُعرشا في سَماء الأحزانِ ، إلى جـَـدْب المَواسم يمْـشي ،
بلهفة الفصول، وثـِـقـْـل الجفاف.
يُـذكـّرني النسيانُ ، أني صِرتُ سَهـْـوا ً ، يَـمْحو بعضي ، بعضي
إلى دَرَكٍ ، تـَعـزُّ فيه الإشارات ُ ، والطريقُ مَحْـضُ اشتهاء قديم ٍ
أتلمَّسُ في غِـيــــابه أشواقي.
كأنْ لا خَطــوَ ، لأرجُمَ المسافة َ، وأطــْـوي شُرودَ هذه الحياة ِ .
كأنْ لا وَصْل ، لأقـِــيسَ اتـِّـجــــاهــًـا ، وأ ُعَـلـِّــلَ النفس َبالأسْـــفار ِ
إلى مِـيـــقاتِ دم ٍ
وتلويحَة أيام ٍ
تـَسْكنُ حِـبـْــرَ أوْراقي .
يُـذكـّرني النسيانُ، أن النبْضَ يغوصُ في غـَيابات القـلـب ، ويُخطِـئ تـَـصْويبَة الحُبّ ِ،
إلى عناق ٍِ فارهِ الشوْق ِ...
لا أدْري كم ضَمْـَّني ، إلى جَناح أمْــن ٍ ، ورَعشة دفء ِ..؟
صارتْ كـَــنـَـفي ، وعـُنواني.
يُذكـّرني النسيان ُ، وأغفـــلُ عن نِسياني ، بين مَـدّ ٍ ، وجزْر ، يهْـرقُ ألـْـواني ، على َرمْــــْل الغِـياب ِ .
و لا سَا حِل َ لي في مُقبـل البحار ِ
لأ ُفرد موْجي ، على زُرقة الوهم ، وأرْكب َصهْوة العـُباب ، إلى ماءٍ في قرار ٍمَكين ِ.
لا شيء ، إلا ما يَـعْـبُـر في حاضر النسيان ، إلى شتات ِ ماض ٍ، يتحَلـَّلُ في الأبْهاء :
تلويحة ُريح ، على ظاهـِــر الأحْلام
احْـتِمالُ بُـشرى ....في وهَن الأيام ، اشْـتِعا لُ بياضٍ ، في اسْـتِحالة المعْنى
انْحِسارُ رُؤيا في الأفق العَريض ِ
وارتباكُ روح ٍ، علي مَدارج الإمْكان.
إذ أفرك جفني ، لأهش ذبابَ اليأس ِ، الرابض في الألوان،.. أ ُنـَـــكِِّــــر بَهْجة المكان.
يُذكـّرني النسيان ، بنسياني، إذ ْ أقرع ُبابَ ذاكرتي، مُستعطفا أصْداءَ عُمرٍ،
غائر في الزمان.
لكني الآنَ... إلى حين ِ اذ ِّكار ٍ، يُجَــــلـِّيـهِ الشّعــــرُ، خـَـلـقا سَويــّـًا ،مَوْصولا ً
بـِـسدْرة الأحوال ِ ،
أمشي بصحْـوة قلبي ، على أثـَـري ، في اتجاهاتِ الحفيف ِ، وَوَمْض ٍ خفيف ٍِ، يُضِيءُ سماءَ العُـمر...
أحفرُ نِسْياني على ورق الوقـت ِالصَّــقيــل ِ ،
وصايا طفــْـل ٍ شريــــد ٍ
توَزَّعَـتـْه ُمَدائـنُ الأشواق ِ
أ ُعَبِّئ ُ شاردَ الأحْلام ، في سلـَّة ِ الكلام ، و أنعـِشُ الكلامَ برائحة الأحلام ِ
لعلـّي أ ُطمْـئِـن ُ شِعري ، بالـقـليــــل ِ من فـُتات النبض ِ ، يَجري نغـَــما في أوْردة الحَرف ِ ،
أؤسِّسُ تذكاري القريبَ ، والبعيد َ...
أقـــيمُ جـِــسْـرَ الجميل ِ إلى صِلات ٍ، في أبْهى تاريخ ، وفي أبْهائي .