الخميس ٥ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم غالية خوجة

وقت بلا وقت...

قد يأتي الوقت،
وقد لا يأتي..
هي المخيلة تخادع العواصف،
وتختبئ في شجرة لن تولد أبداً..
وعلى الجهة المقابلة،
من إشارات الاستفهام،
يضج وقت بلا وقت..
تنصهر الغيوم مثل الفراشات..
وتقف روحي في المشهد..
ليس هناك قلق سواي..
والأسئلة تعلم بأنني احتمالاتها المستحيلة،
وبأن أزمنتي من لهب..
وأمكنتي،
من سدائم..
ومداراتي،
تحسبها المدارات موجودة..
ويظن اليقين بأنها أبعاد ظنوني..
بعيداً،
في الوقت،
خارج الوقت،
قريباً،
ليس في وقت،
أتهادلُ،
لا المكان يصير مكاناً،
ولا الوجود سمع الكـُـنْ، بعد ُ..
والسنابل المتواريات في الهيولى،
ما زالت على غير عادتها،
تشطح في القصيدة،
فتنبت ضمائر النحن،
مثلما تنبت الأمواج،
بيني وبيني..
لا النايات،
تدرك سفني..
ولا البوصلة،
تشك بالجهات،
حيث لا جهات،
ولا موجودات،
ولا مصابيح..
وحده، الصمت،
يكتوي باللغات،
ووحدي،
أتمادى،
في صمت،
لا يترك للمخيلة أن تتركـّـب بغير هيئتها..
وكلما أغور أبعدَ من أيّ أبعد،
لماذا،
يننسحب الوقت من الوقت،
ولا تنسحب، هواجسي من الأساطير..؟
هناك،
الخرافات،
تتراكض مثل البراكين..
الريح تشتعل بالغابات..
والحرف إيقاعات متفاوتة،
وأرواح متداغلة..
والعواصف،
مازالت،
قيد عاصفتي،
تريح الموسيقى،
ليس على ضفاف العدم،
ولا على إشراقات الفناء،
بل،
كأنها،
لم تكن البتـّـة،
ولم أكن...
فكيف للوقت أن يكون الوقت؟
وكيف، للشجرة،
أن تصبح مرئية؟
الموسيقى،
تعبر النايات مثل زلازل الشمس..
فوق تلك الحواف،
وراء البرازخ،
سأترك حدوسي على جبل،
ولن أعتصم بالموج،
لن أركب السفينة..
ربما،
سأتحول إلى أكوان قديمة تسبح في الكلمات الضائعات...
أو، ربما، سأكون ظنوناً متشابكات في الفضاء،
أو، ربما،
بعد ُ،
لستُ في تلك الكـُــنْ،
لكنّ "الكنْ" فيّ..
أنا المتشردة في قصائد تتشرد،
ويتـّـبعها كل شيء..
إلى متى كل ما في العالم،
يسكن دوامات اللا شيء؟
وحده اللا شيء،
يتوارى..،
فيظهر الفراغ،
مجذوباً مثل صلاة أزلية،
تصعد،
وتصعد،
وتصعد..
لا المياه تناور الأسئلة،
ولا الأسئلة قادرة على مناورتي..
شيء،
لا يصمت،
شيء،
يشبه الصمت،
يتعالى....
فأنتزع قشرة الوقت،
تلك الأخف، أو الأكثف..
فأرى بعضي،
يمتص بعضي،
وخلف التلاشي،
أذوب، أنصهر،
لا فرق..
ويذوب معي وقت يتهيأ لأن يكون وقتاً يرفض كل وقت.
منذ متى،
وأنا وقت يأتي ولا يأتي؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى