وعُصْفورانِ مِنْ صَنعاءَ ...
عاشا في الأمَان زَمَنْ
فِرَاشُ الأرضِ يَكْفيهمْ
وماءُ المُزْن كانَ لَبَنْ
عَلى أَغْصانِهم حُبٌّ
يَرِفُّ فَتَرْتديهِ عَدَنْ
وَمَرّتْ تِسْعُ أعْوامٍ
ومَا افْترقا وما اغْتَرَبَنْ
وكانا في المقَام معاً
وكانا يَرْحَلانِ مَعَنْ
يَبيتانِ على غُصْنٍ
وعَيشُهُما برَأْسِ فَنَنْ
بِصَنْعا أوْ بِمِصْرَ -هُما
بِرُوحٍ واحِدٍ وَبَدَنْ
***
وَكَمْ ضَحِكَ الزمانُ لَهُمْ
وَهَاهُمْ يَدْفَعونَ ثَمَنْ
فَعُصْفورٌ بصَنْعاءَ
وَعُصْفورٌ بِغَيرِ وَطَنْ
إذَا مَا أَشْرقَ الصُّبْحُ
أَعَادَ الذِّكْرَياتِ فَحَنّْ
يُغَنّي وَحْدَهُ حُزْناً
فَفي طَعْمُ الفِرَاقِ مِحَنْ
يُذيبُ الروحَ في دَمْعٍ
ويُوهِنُ بالحَنينِ بَدَنْ
يَسُلُّ النّومَ مِنْ عَينٍ
فَيَغْشاها خَيالُ وَسَنْ
***
وعُصْفورانِ مِنْ صَنعاءَ ...
عاشا في الأمَان زَمَنْ
وَكَمْ ضَحِكَ الزمانُ لَهُمْ
وَهَاهُمْ يَدْفَعونَ ثَمَنْ