هُوَ الشَّوقُ رَبّي في رُبى القَلبِ أَودَعا
فَصونا فُؤاداً هَدَّهُ الوَجدُ أَو دَعا
وَإِن جاءَكُم مِنّي مَقالٌ فَأَنصِتا
وَلا تُكثِرا فينا الأَقاويلَ وَاسمَعا
بَعَثتُ لِذاتِ الحُسنِ ما يَجتَني الحَشا
قَصائِدَ إِن تَرعى بِقلبٍ تَصَدَّعا
فَجودي بِقَتلي كَيفَ شِئتِ فَإِنَّني
أَرى لِفُؤادي بَينَ جَفنَيكِ مَصرَعا
وَأَرضِيَ لَمّا أَن تَوَلَّت رِحالُكُم
غَدَت قَفرَةً لَمّا تَوارَيتِ بَلقَعا
وَشَيَّعتُكُم حَتّى تَبَسَّمتُ ضاحِكاً
مَخافَةَ أَن تَبكوا وَدارَيتُ أَدمُعا
فَلَمّا تَوارى كَوكَبُ الحُسنِ وَانتَحَت
بِهِ البِيدُ أشجاني الأصيل بِما نَعى
نَهَرتُهُما لَمّا تَذَكَّرنَ شادِناً
شَدَونَ وَهَبَّا في السُّوَيداءِ زَعزَعا
بَكَيتُ كَأَنَّ العَينَ لَم تَعرِفِ البُكا
فَفاضَت شِعابُ القَلبِ وَالوَجدُ أَهمَعا
وَقُلتُ كَفى يا عَينُ كُفّي وَكَفكِفي
فَكُل فُؤادٍ قَد يَرى فيكِ مَطمَعا
تَصَبَّرتُ حَتّى خانَني الفِكرُ آسِفاً
تَوَلَّهتُ وَالقَلبُ الذَّبيحُ تَوَلَّعا
فَكَيفَ يَطيبُ العَيشُ وَالحِبُّ راحِلٌ
وَلِلحُزنِ صُيِّرنا وَلِلوَجدِ مَرتَعا
فَلا أَنتُمُ أَبقَيتُمُ بَعضَ حُبِّكُم
وَرَحلُكُمُ لَمّا تَرَحَّلتُمُ سَعى