

هذا الجسد
جَسَدِي قطرةً قطرةً يَتَساقطُ. آهْ. أيُّ عاتِيَةٍ قَدْ رَمَتْهُ عَلى بُعْدِ شِبْرَيْنِ مِنْ مِخْلَبِ الشَّمْسِ كَيْفَ اسْتَطَعْتَ عُبورَ الْفَيافي وَلَمْ تَتَوَقَّفْ أَمامَ الْمَحَطّاتِ بِضْعَ دَقَائِقَ كَيْفَ اسْتَطَعْتَ التَّوَغُّلَ في جَوْفِ ذاتي الَّتي نَسَجَتْ كَفَنَيْنِ. لِحُلْمِكَ يا جَسَدي كَفَنٌ وَلِصَحْوِكَ يا جَسَدي كَفَنٌ وَالْفَضاءُ أَمامَكَ يَرْسُمُ نافِذَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ فَواحِدَةٌ قَدْ تُسافِرُ مِنْها إِلَيْكَ وَواحِدَةٌ أَغْلَقَتْها الشَّوارِعُ وَاشْتَبَكَتْ مَعَ كُلِّ خُيوطِ الْعَناكِبِ. كُلُّ الْغُصونِ الَّتي رافَقَتْني تُنازِلُ قافِلَةَ الأَهْل هَذا النِّزالُ الْمُكَثَّفُ يَجْري عَلى جَسَدي فَتَوَالَدَ فِيَّ حَنينُ الْوُقوفِ عَلَى طَلَلِ الرَّاحِلينَ وَهَلْ في شَوارِعِ وَجْدَةَ يا جَسَدي طَلَلٌ دارِسُ الْوَجْهِ إِلاَّيَ هُمْ رَحَلوا مَوْهِناً وَبَقايا الأَثافي عَلى كَتِفِي وَسُطورُ السُّيولِ عَلى شَفَتِيْ قِصَّةٌ هَدَّمَتْنِي قِراءَتُها
جَسَدي مَرْتَعٌ لِصَهيلِ الصَّدى هَجَرَتْ رَبْعَهُ الْقَطَواتُ وَأَعْطَتْ لِهذي الطَّحالِبِ حَقَّ التَّسَكُّعِ في كَهْفِ ذاتي لَقَدْ بَشَّرَتْنِي اللَّيالي بِهذا الْعَذابِ الْعَظيمِ فَخُضْتُ مَتَالِفَهُ زَمَناً ذُقْتُ فَيهِ لَذيذَ التَّغرُّبِ. يا صاحِبِي كَمْ تَغَرَّبْتُ بَيْنَ دَوَائِرِ دُنْيَايَ دَهْراً بَطِيءَ الْفُصولِ وَتِهْتُ حَيَاتِـيَ حَتَّى اسْتَضَأْتُ بِنَارِ التَّتَارِ وَذاتِيَ مِنْها انْسَحَبْتُ وَأَخْرَجْتُ أَثْقَالَها لِلتَّنَائِفِ. يَا صَاحِبِي أَنَا رَافَقَنِي الْيُتْمُ رَافَقْتُهُ زَمَناً.. يَا لَيْتَ نَاقتَكَ الْيَوْمَ تَبْرَكُ في مِرْبَدِي هِيَ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ ضِفافِ الْخَليجِ مُحَمَّلَةً بِسِلالِ الصَّباحِ هِيَ الآنَ مَأْمُورَةٌ أَنْ تَدُكَّ جِباهَ الطَّواغيتِ..هَذي الْجِبَاهُ الَّتِي غَرَّبَتْنِي عَنِ الأَهْلِ سَوْفَ تَزولُ تَزولُ تَزولُ وَيُزْهِرُ هَذَا الْجَسَدْ