

مُقابلَ مطبعةِ الحكيم
إلى طه محمد علي
في الكازانوفامقابل مطبعة الحكيميجلسُ في محل لِيَبيعَ التُّحَفقارِيءٌ ناقَشَ سارتروأجيز من دُكّانِهِ الصغيرأكثرُ من شاعر***يا بني – واللهِ العظيمما أطيب ..ما أروع.... / أعظم / أحسن ...!يُعيد الرِّوايهْيصوغ ُشِعْرَهُ حِكايهْوكُلُّ شيءٍ فخميداهُ وَوَجْهُهُ الذي يُجاري الصَّوْتتطفُرُ دمعتُه سريعًايَسْتَخْرِجُهَا أيضًا عند الطلببِانفِعالِهِ الْجَمِيم***يحكي لكلُمَعًا عن العَقَّادوماذا قرأ بالإنجليزيَّهْمن ديكنز حتى كولدويليعرّجُ على النحو(كتاب المُفَصّل / إعراب القرآن الكريم )وعن أصولِِ الهارْمونيفي اللباسِ وعن خَيّاطه المُفَضّل !عن قصّةِ حدثَت في بيتهْوكيف سَمّاهُ ذووهْ –عن أكلةٍ ما أطيَبَهاونكتةٍ هُنا وهناكوكيفَ يَنْسَى الأمسَ وهو يعرِفُ اليوموكيفَ لا يرى الشيءَ أمامَهيُلِحُّ يُعيد ، يُعيد يُلِحُّ .......***بارِعٌ في العَلاقََةِ البريئةِ الإطاررائِعٌ في حِفاظِه الوُدّقانِعٌ ويحفظُ المسافَةَ بينَه وبينَ سِواهْيَفْرَحُ كالطِّفْلِ إِنْ قُلْتَ لهْ :قرأتُ لكَ " الباشق "،أو إنَّك ترسم في"عبد الهادي يصارع دَولةً عظمى"أوأن الكلمةَ عندَك لا تُسْتَبْدَلونهايةَ الأزْمَةِ تثيرُ الدَّهْشَهْوأَنَّ العَمَلَ الأدبيّ لا يُكَرَّريلحَقُكَ ليطْلُبَ حَبَّةَ نَعْناعٍ أخرىوعندَها يعودُ إلى حِكايةٍ لا تنتهيتنتظِرُهْلتقولَ بعضَ التّعليقيأتي لك بقصّة من صَفُّورية [1]ويقول :يا بنيما أحْلى الهواء هناكالحبَّ هناكالأرضَ هناكوالموتَ هناك !!!------كلام إلى الدكتور فاروق مواسيشعر : طه محمد عليأخي الدكتور فاروق مواسيمَنَحْتَنِي سنبلة ..وأهديك حبة قمح – وعلى قدر أهل العزم ...فإذا بلغتك دون أن يتلفها النمل في الطريق، فلتقدم لك تحياتي واغتباطيبما كتبت، ولتنقل لك أيضًا اعتقادي بأنك صعّبت علّى الكتابة!!أيها الدفتر الصغيرالأصفر كسنبلهْوالصامتُ كوجهْأخشى عليكمن البلبل والقوارضوأأتَمِنُكَ على خوفيوحزني وأحلاميولا ألقى منكسِوى العقوقِ والخيانَهْوإلافأين الكلامُ الذي أقولُ منهليتَني صَخْرَهْعلى ربوهْلا تسمَع ولا ترىلا تحزنُ ولا تتألم !؟وأينَ المقطعالذي فحواهْأتمنى أن أكونصخرة على رابيهْيفَجِّرها الصِّبيةُ في الخليلويُهدونها إلى أطفالِ القُدْسذخيرةً للأكُفِّ والمقاليع !؟وأين العبارهْالتي أود أن أكونصَخْرَةً على رابيهْلأشاهدَ من هناكبعد مئات السنينجموعَ الفاتحين الملثمينثم أين ما أخصّ به حلميبأني صخرة على رابيهْمن روابي الكرملحيث أتفقد مصادر حزنيأحدّق في الموجوأفكر بالتي .مضى على وداعي لهاعلى رصيف الميناءفي حيفاأربعون سنهْوما زال :أنتظر عودتهامع حمائم البحرذات مساء ***أفَيَسْتَقيم أيهاالدفتر الصغيرالأصفر كسنبلهْوالصامت كوجهْأن تحذف ما حذفتتطمسه وتلغيهْلمجرد كونهْكلامًا فارغًالا يخيف العدوولا يُطمئِنُ الصديق ؟
بير الأمير / نشرت في (الآداب) – الناصرة - تشرين الثاني 1988
إلى طه محمد علي