

مَقامة مُوَقَّعة
الغد بين الأمس واليوم
أشكو وأرضُ الدجلَتينِ سعيدةٌ!وكذا قَطاهاويَسُفُّني التعتيمُ وهي تُضيءُ,أشكوها زُمُرُّدةً وأقنطُ من سناها!هذا السنىلَهَفي اناواذا تشاءُ فنَرجِسٌاو لا تشاءُ فقامةُ الزيتونِ والصفصافِوامتَدَّتْ الى عُنُقي يداها!ما زالَ يرسمُ لي المعادَويومَ ودَّعتُ البلادَشكرتُهُ بمقامةٍاو قُبلةٍ أرخيتُها في كفِّهِ فتَفَتَّحتْبالرُّغمِ من أني يئستُ وكنتُ أحسبُهُ طواها!وأراكَ مسكوناً كما الأحداقِ بالغدِ والمَدارِوها هُما التحَما التحاماوالأصلُ أنكَ لا تَني ترتاحُ في نبضي المعنونِ للخُزامى!يا منهلاً ما زال بالأسماكِ والمِرجانِ يعدوإيّاكَ أستهدي وأشدو!وأدورُ ما هطلَ الهديلْاو صارَ للقمر اقتداءٌ بالشموسِ ولَوثةٌفَلَهُ شروقٌ مثْلُها ولهُ أصيلْ!وأنا امتثالٌ للهوى وقيودهِمع أنني مِن أوَّلِ الثُوّارِمُذْ كنتُ الصبيَّ عرفتُ لَذّاتِ التمَرُّدِوالخروجِ على سراديبِ الخليلْ!مُذْ كان شِعري رَهنَ درسيمُذْ كنتُ في ريعان يأسي!ليسَ انفكاكاً ما أريدُ وإنما رُزَمٌ من الظلِّ الظليلْومن الرواءِ, من الغناءْعنقودُ لحنٍ في يدَي عفراءْفي جيدِها,وعلى مسافتها سَواءٌ إنْ عثرتَ وإنْ مررتَففي النهايةِ لا أراكَ قد استفدتَوهكذا أبداً هُمُ الشعراءْ!ويطيبُ لي في الحُبِّ نقضُ شهادتيوالإتكاءُ على الظنونِوبيتُ شِعري مثلُ بيتِ العنكبوتِومن فرائسهِ الجنونُ!فلو تُصيخُ لما جرى بالأمسِ:أفئدةُ الصداقةِ من أعاديكَالطلاسمُ من معانيكَالنوافذُ مثلما الحَجَر الأصَمُّالهاوياتُ كأنها الجبلُ الأشمُّالطيِّباتُ كأنَّهُنَّ الإثمُحزبُ القبرِ يبدو أخلَدَ الأحزابِوالروبوتُ أرهفَ مُهجةً من سائرِ الأعرابِويحُكَ,أيُّ مهوىً للمآقي حينَ تنتحلُ الضياءَ؟البدرُ أدنى من منازلنا اليناوالسحائبُ من يدينافاستَلَلْتُ يراعيَ الذاويلتصعدَ فيكَ أنساغٌ وَرِيقاتٌوقد كانت لِحَدِّ اليومِ أفياءاً ترفرفُ في هوائِكْوانا أسيحُ دمي لتحفُظَ ما تبَقّى من دمائِكْ!لن أستعينَ بقافياتِ الندْبِلا أبغي الوقوفَ على رثائِكْلكنني مِمَّنْ جحيمُهُمُ الجِنانُاذا أرادواوالجحيمُ اذا أصابهمُ العنادُوإنما يبقى القرارُ بِغَضِّهِ وغضيضهِ بيدِ الحبيبِوكبريائي دائماً من كبريائِكْ!
كولونيا- 2007
الغد بين الأمس واليوم