

من يمسحُ وجعَ الغياب؟
في داخلي شُرفةٌ تُطِلُّ على زمنٍ ضبابِيِّ الهيأةِ والتكوين
هو غيابُ الغيابِ في شتاءِ كانونَ،
انتظارُ كستناءة لأن يجرحَ الدفءَ قلبها في فمِ الرّحيل
تعالَ نتقاسمُ هذا الغيابَ في بردِ القصيدة
ريثما يتنفس آذارُ بياضَ الزهرِ عن جيدِ اللوزِ
ويشهرُ روحَ الحياةِ على أثرِ فراشةْ
تعالَ نربّي قلبَينا على اقترافِ الحُبِّ
ونُعجِزُ الموتَ في أزيزِ رصاصةٍ، فوّهةِ بُندُقيّةٍ
وجهٍ شاحبٍ لجنديٍ متألّهٍ على حاجِزِ الصّبر
تعالَ نحمِلُ الوطنَ على أكتافِنا ونغتالُ المنفى
نُربِكُ الصّدى في جوفِ الخوفِ، نعدِمُ المستحيلَ
نُعيدُ ابتسامةً ضلّتْ طريقها إلى وجهِ الحبيب
تعالَ نهذي ونشربُ الوقتَ نخبَ الوصول
حيثُ لا وصول، ولا شاطئٌ يمسح عنا وجعَ الغياب!