

من مكابدات السندباد المغربي
للهِ مَا أَعْطَىلله مَا أَخَذْعَلَى كَتِفَيْهِ حُمِلْتُ صَغِيرَاعَلَى كَتِفَيْهِ حُمِلْتُ كَبِيرَامَا قَالَ: آهْوَلاَ قَالَ: آحْ****أَمْسِ..حَمَلْتُ أَبِيعَلَى كَتِفِيفَـﭑنْطَوَتْ قَامَتِيولِكَيْ أَسْتَرِيحَ وَضَعْتُ أَبِي لَحْظَةًفَتَوَارَى كَمَا النُّورِ خَلْفَ السَّحَابْفَحَطَّ عَلَى الْقَلْبِ طَيْرُ الشَّجَاثُمَّ بَلَّلنِي بِالْعَذَابْ****حَمَلْتُ عَلَى كَتِفِي وَلَدِي زَكَرِيَّاءَمَا قُلْتُ: آهْوَلاَ قُلْتُ: آحْوَلَدِي..اِحْمِلْنِي..كُنْ أَنْتَ أَبِي...أَبِي..مُذْ خُلِقْنَا مَا رَأَيْنَاهُ إِلاَّ ضَارِباً كَبِدَ الصَّحْرَاءِ مَا شَبِعَتْ عَيْنَاهُ مِنَّا صُخُورُ الرُّومِ تَعْرِفُهُ عِرْقاً فَعِرْقاً. بِهَا أَزْهَارُهُ ﭐنْفَتَحَتْ صُبْحاً وَأَلْقَتْ دِمَاهَا قَطْرَةً قَطْرَةً..فِيهَا رَمَى غَابَةً مِنْ أَضلُعٍ هَدَّهَا التَّرْحَالُ هَدًّا. وَلَكِنْ حِينَ عَادَ إِلَيْنَا كَانَ صَفْصَافَةً لاَ تَنْحَنِي لِلرِّيَاحِ الْهُوجِ مَا شَبِعَتْ عَيْنَايَ مِنْهُ وَلاَ رَأْسِي رَمَيْتُ بِهِ يَوْماً عَلَى جَنَّةٍ يُغْرِي بِهَا صَدْرُهُ الْمُمْتدُّ مِنِّي إِلَيْهِ مَا شَبِعْتُ أَنَا مِنْهُ. وَكَيْفَ وَسُكْنَاهُ الْمَسَاجِدُ. آهٍ مَا شَبِعْتُ أَنَا مِنْهُ فَمَا كَانَ إِيـمَانِي قَوِيًّا لِكَيْمَا أَحْمِلَ الْجَمْرَ فِي صَدْري فَأُمْسِكَ بِالْكَأْسِ ﭐلَّتِي مَخَرَتْ بِالْقَلْبِ لَيْلاً عُبَابَ البَحْرِ مَا شَبِعَتْ عَيْنَايَ مِنْهُ وَلَمْ أَحْمِلْهُ يَوْماً وَلَكِنِّي تَعِبْتُ مِنَ الْحِمْلِ الثَّقِيلِ تَعِبْتُ..ﭐلْيَوْمَ أَسْكَنْتُهُ جَوْفَ الثَّرَى ثُمَّ قُلْتُ. آهْ.وَلَدِي.. لَكَ صَدْرِي فَارْتَعْ بَيْنَ مُرُوجِهْلَكَ قَلْبِي فَالْعَبْ بَيْنَ ظِلاَلِ خَلِيجِهْلَكَ وَجْهِي فَتَصَفَّحْ أَوْرَاقَهْاِقْرَأْهَا سَطْراً..سَطْراً..اِقرَأْهَا حَرْفاً..حَرْفاً..فَأَنَا أَخْشَى أَنْ أَرْحَلَ قَبْلَ الْفَجْرِوَلَمْ تَشْبَعْ مِنِّي عَيْنَاكْإِلَهِيلَكَ الْحَمْدُ إِذْ أَنْتَ تُعْطِيلَكَ الْحَمْدُ إِذْ أَنْتَ تَأْخُذْلَكَ الْحَمْدُ كُلُّهْلَكَ الأَمْرُ يَرْجِعُ كُلُّهْهُوَ ذا زَكَرِيَّاءْيَتَسَلَّقُ قَامَتَكَ الفَارِعَةَ الطُّولِيُدَاعِبُ لِحْيَتَكَ الْبَيْضَاءْيَجْعَلُ مِنْ طَرْبُوشِكَ هَذَا البُنِّيّْكُرَةً يَقْذِفُهَا بِيَدَيْهْوَسِِلاَلُ الرَّيْحَانِ تَدَلَّى مِنْ وَجْهِكْ..............................وَلَدِي..أَنَا لَمْ أَلْعَبْ مِثْلَكَ فِي حِجْرِ أَبِيلَمْ أَقْفِزْ قُدَّامَهْلَمْ أَرْكَبْ كَتِفَيْهْلَمْ أَلْمِسْ بِيَدِي لِحْيَتَهُ السَّوْدَاءْلَمْ أَجْعَلْهُ يَغْسِلْأَطْرَافَ عَبَاءَتِهِ البَيْضاءْلِيُصَلِّيلَمْ أَعْرِفْ كُلَّ تَفَاصِيلِ مُحَيَّاهُوَلاَ بَعْضَ تَفَاصِيلِ يَدَيْهْكَانَ الْمِسْكِينُ صَدِيقاً لِلْغُرْبَةْتَصْحَبُهُ أَشْجَارُ لَيَالِيهَا الرَّطْبَهْإِمَّا دَاخِلَ هَذَا الوَطَنِ الْمَقْهُورِوَإِمَّا بَيْنَ شَوارِعِ وَهْرَانَوَإِمَّا بَيْنَ مَنَاجِمِ بَشَّارَوَإِمَّا فِي أَدْغَالِ الأَلْزَاسْحَيْثُ تُدَاهِمُهُ الأَوْرَاشُ بِلَهْجَتِهَا الصَّعْبَهْمَا شَبِعَتْ أُذُنَاهُمِنْ أَصْوَاتِ الأَهْلِوَلاَ شَبِعَتْ عَيْنَاهُمِنْ قَامَاتِِ الصَّحْبِوَلاَ شَبِعَتْ شَفَتَاهُمِنْ سَقْسَقَةِ الْحُبِّ العَذْبَهْ..............................آهٍ وَلَدِييَا حُلْمَ الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ يَا حُلْمَ غَدِيلَوْ عُدْتُ صَبِيًّا فَأُدَاعِبَ مِثلَكَ لِحْيَتَهُ السَّودَاءَوَأَجْعَلَ مِنْ ذَاكَ الطَّرْبُوشِ البُنِّيّْكُرَةً أَقْذِفُهَا بِيَدَيَّلَعَلِّي أَغْسِلُ عَيْنَيَّبِمَا قَدْ يَعْلُو ذَاكَ الْوَجْهَ البَاسِمَمِنْ أَنْوَارٍ قُدُسِيَّهْ......................وَلَدِيجَدُّكَ مَا شَبِعَتْ مِنْهُ عَيْنَايَوَلاَ حَمَلَتْهُ كَتِفَايَوَلَكِنْ أَتْعَبَنِي الْحَمْلُفَأَلْقَيْتُ بِهِ اليَوْمَ إِلَى جَوْفِ الأَرْضِلِتَبْلَعَنِي ﭐمْرَأَةٌ زَرْقَاءُمُدَجَّجَةٌ بِكَوَاكِبَ مِنْ ذَهَبٍ إِبْرِيزٍ فَاخِرْ............................آهٍ وَلَدِي سَتُخَاطِبُنِي: بَابَاوَأَنَا فِي هَذَا العُمْرِ الدَّاكِنِفِي هَذَا العُمْرِ الغَمَّةِمَنْ سَأُخاطِبُهُ: بَابَا"بَابَا..بَابَا..بَابَا.."مَا أَقْسَى هَذِي اللَّفْظَةَإِذْ أَسْمَعُهَا مِنْكَ اللَّحْظَةَمَا أَقْسَاهَا يَا وَلَدِيمَا أَقْسَى اِسْمِيإِذْ يَحْمِلُ اِسْمَ أَبِيمَا أَقْسَاهْيَا وَلَدَاهْ...................تَتَدَفَّقُ فِي قَلْبِي أَمْوَاجُ الْهَمّْيَتَأَجَّجُ فِي جَوْفِي حُزْنِي الْمُبْتَلّْإِنْ أَحَدٌ نَادَانِي بِـﭑسْمِيأَوْ نُشِرَتْ أَشْعَارِي بِـﭑسْمِيهَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَنْجُوَ مِنْ هَذَا الإِسْمِهَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَنْجُوَ مِنْ ظِلِّّيهَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَنْجُوَ مِنِّيهَلْ أَقْدِرْهَلْ أَقْدِرْهَلْ...يَقُولُ الْمُعَزُّونَ أَنْتَ خَلِيفَتُهُعَجَباً...أَلِأَنَّ مَلامِحَهُ ﭐنْطَبَعَتْ فِي مُحَيَّايَكَيْفَ أَكُونُ خَليفَةَ مَنْتِبْرُهُ يَنْتَهِي قَبْلَ أَنْيَنْتَهِي تِبْنُهُ وَأَنَا مَا أَزَالُ أَسِيرَ الْحَيَاةِصَرِيعَ الرَّصَاصِكَيْفَ أَكُونُ خَليفَةَ مَنْسَمِعَ الصَّوْتَ مَنْأَبْصَرَ الضَّوْءَوَهْوَ يُزَيِّنُ بُسْتَانَهُ بِسَوَاقِي الْحَيَاةِ الْجَمِيلَةِكَيْفَ أَكُونُ خَلِيفَتَهُ؟كَيْفَ يَرْقَى إِلَى قَامَةِ النَّخْلَةِ الْبَقْلُ؟كَيْفَ أَكُونُ خَلِيفَتَهُ ؟كَيْفَ؟...آهْوَلَدِي..كُنْ أبِيكُنْ أَبِيأُمِّي..قُدَّامِي تَبْكِي(زَكَرِيَّاءُ يُدَاعِبُ قِطَّتَهُ السَّوْدَاءْ)أُخْتِي..قُدَّامِي تَبْكِي(يَبْكِي زَكَرِيَّاءُ فَقِطَّتُهُ خَمَشَتْهُ بِعُنْفْ)وَأَخِي يَبْكِي(زَكَرِيَّاءُ1 وَإِلْيَاسُ2وَأَوْلاَدُ الْحَيِّ يَنُطُّونَ عَلَى السُّلَّمْمِنْ أَصْوَاتِهِمُ البَيْضَاءْتَتَأَجَّجُ رَائِحَةُ الْحُبِّ العَذْبَهْ )وَأَخِي يَبْكِي(زَكَرِيَّاءُ يُنَادِي:بَابَا..أَيْنَ الطَّرْبُوشُ البُنِّيّْ )وَأَخِي..كُلٌّ يَبْكِيوَأَنَا مَمْنُوعٌ َأَنْ أُرْسِلَ دَمْعِي مِنْ جَوْفِي الْمَنْخُورْ(سَيَرَانِي زَكَرِيَّاءُإِنِ ﭐسْتَسْلَمْتُ لِوَقْدِ الدَّمْعِ جِهَارَاوَسَتَسْأَلُنِي عَيْنَاهُ جِهَارَا:هَلْ فِي الدُّنْيَا رَجُلٌ يَبْكِي)مَمْنُوعٌ أَنْ أَفْتَحَ لِلنَّاسِ لِكُلِّ النَّاسِشَوَاطِئَ ذَاتِي الْمَكْسُورَةِ(قَدْ تَسْكُنُ أَشْجَارُ الدَّهْشَةِ عَيْنَيْ زَكَرِيَّاءَإِنِ اسْتَسْلَمْتُ لِهَذَا الْحُزْنِ الفَاجِرْوَسَيَسْأَلُنِي فِي صَمْتِعَنْ مَعْنَى الْمَوْتِ)فَمَنْ يَأْخُذُنِي خَارِجَ هَذَا البَيْتِلِأَبْكِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِبِأَعْلَى مَا أَمْلِكُ مِنْ صَوْتْمَنْ يَأْخُذُنِي خَارِجَ هَذَا البَيْتْلِأُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلْعَلَّ يَدَ اللهِ تَمُرُّ بِصَدْرِي الْمُبْتَلّْفَتُظَلِّلَنِي بِسَحَائِبِ رَحْمَتِهِ البَيْضَاءْمَنْ مِنْ أَصْحَابِي يَأْخُذُنِيمَنْ مِنْ أَصْحَابِي يَأْخُذُنِيوَلَدِي...أَنَا – رَغْمَ هَذَا الْخَرِيفِ الْمُخِيفِ الَّذِييَمْتَطِي كَبِدِيوَيَدُوسُ حَدَائِقَ قَلْبِي بِأَخْلاَفِهِ الزُّرْقِيَنْشُرُ خِرْقَةَ حُزْنِي عَلَى سَطْحِ خَدِّي-مَا بَلَغْتُ أَشُدِّيفَكُنْ أَنْتَ يَا وَلَدِي الصَّدْرَ كُنْهُ...لَعَلِّي إِذَا مَا ﭐسْتَبَدَّ بِيَ التَّعَبُ الْمُكْفَهِرُّأَحُطُّ عَلَى عُشْبِهِ جَسَدِيأَتَذَكَّرُ دِفْءََ الْمُرُوجِ وَسِحْرَ الرَّبِيعِفَكُنْ..كُنْ أَبِي..كُنْ أَبِي.وَلَدِي..جَدُّكَ كَانَ يُعَلِّمُنِيأَنْ أَصْحَبَهُ فِي رِحْلَتِهِ البَيْضَاءْكَيْفَ أُصَاحِبُ يَا وَلَدِيمَنْ كَانَ يُتَمْتِمُ قُدَّامِيفِي غَضَبٍ لاَ يُقْهَرْ:"يَا صَفْرَاءُ..وَيَا بَيْضَاءُ ..غُرِّي غَيْرِي"وَأَنَا مَا زِلْتُ أَسِيرَ اللَّوْنَيْنْكَيْفَ أُصَاحِبُهُ وَأَنَا أَشْعُرُ أَنَّّ بِجَوْفِي قَلْبَيْنْكَيْفَ أُصَاحِبُهُ وَأَنَا كُنْتُ أَظُنُّ الْجَبلَ البُنِّيَّسَيَعْصِمُنِي مِنْ جَمْرَةِ نَفْسِيوَسَيَمْلَأُ بِالظِّلِّ الوَارِفِ كَأْسِيوَلَدِي..كُنْ أَنْتَ أَبِيعَلِّمْنِي أَنْ أَمْخُرَ هَذَا البَحْرَ بِهَذَا الْفَرَسِ الأَخْضَرْعَلِّمْنِي أَنْ أَقْلَعَ مِثْلَ أَبِي بَوَّابَةَ خَيْبَرْعَلِّمْنِي أَنْ أَجْعَلَ قَلْبَيَّ بِصَدْرِي أَلِفاًشَامِخَةً كَشُمُوخِ الْحُبِّ تُحَرِّرُنِي مِنْ لَهَبِييا وَلَدِييَا وَلَدِي كُنْ أَنْتَ أَبِي..حَرِّرْنِي مِنِّي حَرِّرْنِي مِنْ لَهَبِي..
يَتَسَلَّقُنِي الْوَهْمُ مِرَاراً فَأَقُولُ: لَعَلَّ أَبِي مَا زَالَ هُنَالِكَ فِي ﭐلدَّارِ. لَعَلّيَ أَلْقَاهُ هُنَاكَ وَحِيداً يَسْمَعُ فِي قَلَقٍ مُبْتَلٍّ نَشَرَاتِ الأَخْبَارِ ﭐلقَتَّالَةِ أَوْ أَلْقَاهُ هُنَالِكَ فِي الرُّكْنِ الأَيْمَنِ مِنْ غُرْفَتِهِ الْمُمْتَدَّةِ مِنْ أَقْصَى الآهِ إِلَى أَقْصى الآهِ يُصْلِحُ آلَةَ تَسْجِيلٍ أَوْ آلَةَ غَسْلٍ. مَا مَاتَ أَبِي رُبَّتَمَا أَلْقَاهُ كَعَادَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ يَسْمَعُ فَقْرَاتٍ مِنْ دَرْسِ ﭐلشَّيْخِ العُثْمَانِي أَوْ يَقْرَأُ مَا يَتَيَسَّرُ مِنْ آيَاتِ التَّوْبَةِ وَهْوَ الرَّجُلُ ﭐلأُمِّيّْ عَجَباً ! كَيْفَ الْوَهْمُ يُخَيِّمُ فِي عَقْلِي وَأَنَا شَاهَدْتُ أَبِي يُوضَعُ فِي القَبْرِ. أَيَنْتَصِرُ الوَهْمُ عَلَى رَجُلٍ لاَ يَفْصِلُهُ عَنْ جَمْرِ ﭐلْخَمْسِينَ سِوَى بِضْعِ شُجَيْرَاتٍ لَكِنَّ الوَهْمَ الْجَبَّارَ يَقُولُ: أَمَا مَاتَ مِرَاراً كَيْفَ أُصَدِّقُ هَذَا الوَهْمَ الفَاجِرَ يَا رَبِّي كَيْفَ أُصَدِّقُهُ أَنْقِذْنِي يَا رَبِّي مِنْ جَمْرِ الوَهْمِ وَمِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ وَعلِّمْنِي أَنْ أَدْخُلَ بُسْتَانَ الصَّبْرْ
وَلَدِيدَعْ عَيْنِي تَمْخُرْ أَمْوَاجَ مُحَيَّاكْدَعْهَا تَتَمَدَّدْكَظِلاَلِ الشَّجَرِ الْوَارِفِ بَيْنَ شَوَارِعِ ذَاتِكَدَعْهَا تَتَمَدَّدْيَا وَلَدِي الْمَحْبُوبَفَإِنْْ نَادَتْنِي جُزُرُ الوَقْوَاقِ وَسَافَرْتُ إِلَيْهَاشَبِعَتْ مِنْكْهَلْ حَقًّا يَا عُشْبَ هَوَايْقَدْ تَشْبَعُ مِنْ مَوْجِكَ عَيْنَايْتُحَاصِرُنِي عُيُونُ الأَهْلِ أَيْنَ تُرَى سَأَبْكِيأَنَا الأَقْوَى وَهَلْ يَبْكِي القَوِيُّأَنَا الأَكْبَرْوَهَلْ يَبْكِي الكَبِيرُهَلْ يَدْرِي الأَحِبَّةُ أَنَّ لِي قَلْباًكَقَلْبِ الأُمِّ فِي الرِّقَّهْإِذَا أَخَذَ الْمَنُونُ حَبِيبَهُخَفَقَتْ بَلاَبِلُهُ الْحَزِينَةُ خَفْقَةً خَفْقَهْلِمَاذَا لاَ يَحِقُّ لِيَ البُكَاءُوَقَبْلِي ذَاقَ لَذَّاتِ البُكَاءِ الأَنْبِيَاءُدَعُوا قَلْبِي يُفَجِّرْ حُزْنَهُ دَمْعاً فَفِي الدَّمْعِ الشِّفَاءُدَعُونِي أَرْتَكِبْ هَذَا البُكَاءَ اليَوْمَ فِي صَمْتِيأَنَا مَا ذُقْتُ طَعْمَ الدَّمْعِ يَوْماًكانَ قَلْبِي يَا أَحِبَّائِي عَصِيَّ الدَّمْعِ شِيمَتُهُ الصَّلاَةُفِي صَدْرِي تَأَجَّجَ كَاللَّظَى دَمْعِيوَهَذَا اليَوْمَ فَاحَ عَبِيرُهُ الفَتَّاكُ جَهْراًلَمْ يَعُدْ دَمْعِي عَصِيًّاإِنَّ هَذَا الْمَوْتَ أَحْيَانِيفَأَبْكَانِيعَجِيبٌ..كَيْفَ تُبْعَثُ بِالبُكَا هَذِي الْحَيَاةُسَأَبْكِي..مَا يَهُمُّ أَنَا الكَبِيرُأمِ الصَّغِيرُأَمِ القَوِيُّأمِ الضَّعِيفُسَأَبْكِي اليَوْمَ يَا قَلْبِي فَفِي الدَّمْعِ الشِّفَاءُوَقَبْلِي ذَاقَ لَذَّاتِ البُكَاءِ الأَنْبِيَاءُأَنَا أَبْكِيإِذَنْ فَأَنَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِيُصَبِّرُنِي النَّاسُلاَ يَعْرِفُونَ بِأَنِّيَ أَبْكِي بُكَاءَيْنِأَمَّا البُكَا الأَوَّلُفَكانَ عَلَى وَالِدِيوَأَمَّا البُكَا الآخَرُفَإِنِّيَ أَدْفِِنُ بَيْنَ رِمَالِ ضُلُوعِيتَفَاصِيلَ أَسْرَارِهِ القَاتِلَهْعَلَّمْتَنِي لِسَبْعْضَرَبْتَنِي لِعَشْرْوَقُلْتَ لِي: ﭐنْطَلِقْأَنْتَ الصَّبِيُّ الْمُرّوَعِنْدَمَا تَرَىلاَ تُفْشِ ذَاكَ السِّرّْ........................هَيْهَاتَ أَنْ َأَرَىمَا قَدْ يَرَاهُ الطَّيْرْوَالذَّاتُ مَا زَالَتْفِي الْجُبِّ تَشْكُو الأَسْرْ.........................صَنَعْتَ لِي فُلْكاًوَقُلْتَ: شُقَّ البَحْرْلاَ تَخْشَ أَمْوَاجاًوَلاَ لَهِيبَ الْجَمْرْلَكِنَّ أَقْدَامِيتَشَبَّثَتْ بِالبَرّْفَلَيْتَنِي عُدْتُلِلسَّبْعِ أَوْ لِلْعَشْرْلَكِنْ إِذا عُدْتُمَنْ يَتَوَلَّى الأَمْرْوأنتَ يَا أَبِيتَسْكُنُ هَذَا القَبْرْمَنْ غَيْرُكَ اليَوْمَاقَدْ يَتَوَلَّى الأَمْرْقَدْ يَتَوَلَّى الأَمْرْقَدْ يَتَوَلَّى الأَمْرْ
أَبِي..مَا شَبِعْتُ أَنَا مِنْهُ حِينَ الْحَيَاةُ الْجَمِيلَةُ كَانَتْ تُرَفْرِفُ مِثْلَ الفَرَاشَةِ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا شَبِعَتْ مِنْهُ عَيْنَايَ حِينَ ﭐلصَّبَاحُ الْمُعَطَّرُ كَانَ يَمُدُّ إِلَيْهِ عَصَافِيرَهُ، مَا جَلَسْتُ إِلَيْهِ طَوِيلاً وَلَكِنَّهُ حِينَ مَاتَ حَمَلْتُ طَوِيلاً عَلَى كَتِفِي نَعْشَهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ طَوِيلاً أَكَانَ جُلُوسِيَ يَنْفَعُهُ. مَا شَبِعْتُ أَنَا مِنْهُ فَالسِّنْدِبَادُ كَمَا ﭐلبَحْرِ لاَ يَسْتَقِرُّ. لَهُ عَوْدَةٌ بَعْدَ كُلِّ رَحِيلٍ. وَلَكِنَّهُ بَعْدَ رِحْلَتِهِ هَذِهِ السَّابِعَهْ
كَعَاصِفَةٍ قَدْ هَدَأْلِيَسْتَأْنِفَ الْحُزْنُ رِحْلَتَهُ فِي تَضَارِيسِ قَلْبِيوَهَا قَدْ بَدَأْقَاسٍ بَلَدِي..قَاسٍ..يَا وَلَدِي..قَاسٍ..قَاسٍ..اَلْعَيْشُ بِهِ قَاسٍ..اَلْمَوْتُ بِهِ قَاسٍ..كُلُّ النَّاسِ بِهِ فِي كَبَدِهَلْ يَقْدِرُ مِسْكِينٌ فِي بَلَدِيأَنْ يَدْفَعَ أُجْرَةَ حَفَّارِ القَبْرْهَلْ يَلْقَى مِسْكِينٌ مَقْهُورٌ فِي بَلَدِيمَنْ يَدْفَعُ عَنْهُ الْمَالَلِيَرْمِيَ جُثَّتَهُ فِي جَوْفِ القَبْرْ...............................أَخْشَى أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ مُرّْيُدْفَنُ فِيهِ الْمِسْكِينُ بِهَذَا البَلَدِ الْمُرّْ-إِنْ دَاهَمَهُ طَيْرُ الْمَوْتِ- بِلاَ أَكْفَانْمَنْ مِنْ أَهْلِي إِنْ فَاجَأَنِي الْمَوْتُ الْمُرّْقَدْ يَدْفَعُ عَنْ جَسَدِي الْمُرّْثَمَنَ الْكَفَنِ الْمُرّْأَوْ ثَمَنَ القَبْرِ الْمُرّْيَا هَذَا الْمِسْكِينُ الْمَقْهُورُلَكَ الله.ُ.لَكَ اللهُ..لَكَ اللهُ...........................قَاسٍ بَلَدِي..قَاسٍ يَا وَلَدِي..قَاسٍ..قَاسٍ..يَهْتِفُ بِالإِنْسَانِ: أَيَا إِنْسَانْلَكَ أَنْ تَقْطِفَ أَزْهَارَ البَرْدِتَقِي بِرَوَائِحِهَا حَرَّ العُرْيِ الْمُمْتَدِّ عَلَى جَسَدِكْلَكَ أَنْ تَسْتَسْلِمَ لِلظَّمَإِ الفَتَّاكِ إِذَا شِئْتْلَكَ أَنْ تَتَسَلَّقَ أَشْجَارَ الْجُوعِ السَّاكِنِ جَوْفَكَلَكِنْ يَا هَذَا الإِنْسَانُ حَذَارِ حَذَارِأَنْ تَحْشُرَ فِي جَسَدِ الدَّوْلَةِ أَنْفَكْأَوْ أَنْ تَسْتَقْبِلَ فِي بَيْتِكَ وَجْهَ الْمَوْتْفَإِذَا أَنْتَ أَرَدْتَ الْمَوْتَفَأَلْقِ بِنَفْسِكَ في هَذَا البَحْرْأَرْضِي ضَاقَتْ بِالأَحْيَاءِ الْمَوْتَىأَرْضِي ضَاقَتْ بِالْمَوْتَى الأَحْيَاءِفَلاَ قَبْرَ بِهَا يَأْوِيكْلاَ قَبْرَ بِهَا يَأْوِي كُلَّ بَنِيكْلاَ قَبْرَ بِهَا لاَ قَبْرْلَكِنَّ البَلَدَ القَاسِياَلْبَلَدَ القَاسِيهَذَا القَاسِيحِينَ يَجِيءُ الرُّومِيُّ إِلَيْهِ مِنْ أَقْسَى البَرِّوَفِي يَدِهِ بَاقَاتٌ مِنْ أَزْهَارِ الشَّرّْيُعْطِيهِ النَّهْرَ وَيُعْطِيهِ البَحْرْيُعْطِيهِ الزَّرْعَ وَيُعْطِيهِ الضَّرْعَيُحَوِّلُ كُلَّ أَرَاضِيهِ مَلاَعِبَ GOLFوَأَنَا مِثْلَ مَسَاكِينِ بِلاَدِيلاَ أَمْلِكُ إِلاَّ أَنْ أَصْرُخَ: أُوفْيَا وَلَدِي هَلْ حَرَّرَتِ الأُوفُّ الإِنْسَانَ الْمَقْهُورَبِهَذَا البَلَدِ؟(اَلْمَغْرِبُ الأَقْسَىأَدْمَى أَمانِينَانَدْنُو هَوىً مِنْهُوهْوَ يُجَافِينَا.....................اَلْمَغْرِبُ الأَقْصَىأَقْصَى أَهَالِينَالِأنَّنَا عِشْنَافيهِ مَسَاكِينَا..................................اَلْمَغْرِبُ الأَقْصَىأَدْنَى أَعَادِينَالِلرُّومِ قَدْ أَعْطَىكُلَّ أَرَاضِينَابِيضٌ لَيَالِيهِمْسُودٌ لَيَالِينَا).................................مَا أَقْسَى بَلَدِييَا وَلَدِيمَا أَقْسَاهُاَلْعَيْشُ بِهِ قَاسٍاَلْهَمُّ بِهِ قَاسٍحَتَّى الْمَوْتُ بِهَذَا البَلَدِ الْمُنْهَارْحِينَ يَدُقُّ بِعُنْفٍ بَابَ الدَّارْيَطْلُبُ أُجْرَتَهُ نَقْداً قَبْلَ ذُبُولِ الأَنْوَارْكَيْفَ تُلاَمُ حَبِيبِي هَذِي الأَطْيَارْإِنْ هَجَرَتْ تَطْلُبُ أَعْشَاشاً دَافِئَةًعَبْرَ بِحَارٍ وَقِفَارْكَيْفَ تُلاَمُ الأَطْيَارُ وَهَذِي الأَشْجَارْمَا عَادَتْ تُعْطِي فَاكِهَةًمَا عَادَتْ تَسْتَقْطِبُ أَسْرَابَ الأَقْمَارْكَيْفَ تُلاَمُ الأَطْيَارْإِنْ حَرَقَتْ هَذَا البَحْرَ الْجَبَّارْكَيْفَ تُلاَمُ وَهَذَا بَلَدٌ قَهَّارْكَيْفَ تُلاَمُ الأَطْيَارْكَيْفَ تُلاَمُ الأَطْيَارْ.............................وَلَدِي..جَدُّكَ حِينَ ﭐنْفَتَحَتْ بِالْحُبِّ غَلاَئِلُ عُمْرِهْاِتَّخَذَ بِلاَدَ الرُّومِ لَهُ وَطَنَالَكِنْ لَمْ يَنْسَ الوَطَنَالَمْ يَنْسَ الوَطَنَا............................وَلَدِي..كانَ أَبِي مِنْ أَرْضِ الْغَرْبْيَبْعَثُ لِي بِسِلاَلِ الْحَبّْوَسِلاَلِ الْحُبّْلِأَصِيرَ الْوَلَدَ الصُّلْبْ.................................وَلَدِي..عَضَلاَتُ أَبِي صَنَعَتْنِيعَضَلاَتُ أَبِي فَتَلَتْ عَضَلاَتِيغَطَّتْ بِالنُّورِ زُهُورَ حَيَاتِيعَضَلاَتُ أَبِي أَعْطَتْنِي الدُّنْيَاعَضَلاَتُ أَبِي أَعْطَتْنِي الْحُبَّوَأَعْطَتْنِي الدِّفْءَ وَأَعْطَتْنِي السَّكَنَاأَعْطَتْنِي هَذَا الوَجْهَ الشَّامِخَحَيْثُ بِهِ طَاوَلْتُ الزَّمَنَامَاذَا أَعْطَيْتُ أَنَامَاذَا أَعْطَيْتُ لِهَذَا الرَّجُلِ الْمِسْكِينِوَقَدْ صَارَعَ مِنْ أَجْلِي الْمِحَنَامَاذَا أَعْطَى هَذَا الوَطَنُ الْجَبَّارُلِمَنْ بِدِمَاهُ قَدْ صَنَعَ الوَطَنَامَا أقْسَى هَذَا الوَطَنَالَمَّا مَاتَ أَبِيأَعْطَاهُ قَبْراًوَتَسَلَّمَ مِنْهُ الثَّمَنَا.............................وَلَدِي..جَدُّكَ لَمَّا أَوْرَاشُ الرُّومِ ﭐمْتَصَّتْ عَضَلاَتِهْأَلْقَتْ بِبَقَايَا هَيْكَلِهِ العَظْمِيِّإِلَى قِمَمِ الأَطْلَسِ وَالرِّيفِ الضَّائِعِلَمْ يَرْبِضْ بَيْنَ الأَهْلِ طَوِيلاَلَمْ يَجْلِسْ قُدَّامَ التِّلْفَازِ طَوِيلاَكَانَ يُهَيِّئُ بَعْضَ الزَّادِلِيَرْحَلَ قَبْلَ الفَجْرِ رَحِيلاَ..............................وَلَدِي..جَدُّكَ لَمْ تَشْبَعْ عَيْنَاهُ مِنْ وَطَنِيجَدُّكَ لَمْ تَشْبَعْ عَيْنَاهُ مِنْكَ وَلاَ مِنِّيجَدُّكَ لَمْ تَشْبَعْ مِنْهُ عَيْنِيمَا أَقْسَى هَذَا الوَطَنَالَمَّا مَاتَ أَبِيأَعْطاهُ قَبْرًاوَتَسَلَّمَ مِنْهُ الثَّمَنَامَا أَقْسَى هَذَا الوَطَنَامَا أَقْسَاهُمَا أَقْسَاهُاَلْعَيْشُ بِهِ قَاسٍاَلْمَوْتُ بِهِ قَاسٍقَاسٍ.. قَاسٍتَشَابَهَتِ القُبُورُ فَأَيْن قَبْرُ أَبِيتَشَابَهَ كُلُّ ذَرَّاتِ التُّرَابِ هُنَا تَشَابَهَتِ القُبُورُفَأَيْنَ هُوَ الأَمِيرُ وَأَيْنَ أَيْنَ هُوَ الفَقِيرُتَشَابَهَتِ القُبُورُفَلَيْسَ هُنَا بِهَذِي الأَرْضِ أَبْرَاجٌوَلاَ دُورُ الصَّفِيحِ وَلاَ قُصُورُتَسَاوَى الكُلُّ فِي هَذَا الْمَقَامِفَلَيْسَ فِيهِ لاَ الْكَبِيرُ وَلاَ الصَّغِيرُتَشَابَهَتِ القُبُورُ فَهَلْ تَشَابَهَتِ الصُّدُورُ....................................لَكَ ﭐللَّهُمَّ هَذَا الْحَمْدُأَنْتَ عَدَلْتَ فِي الأُولَىوَفِي الأُخْرَىوَنَحْنُ إِذَا حَكَمْنَا كَمْ نَجُورُتشابَهَتِ القُبُورُ هُنَا. تَشَابَهَتِ القُبُورُخَرَجْتَ مِنَ الدُّنْيَاوَمَا شَبِعَتْ عَيْنَاكَ مِنَّالَوَ ﭐنَّ العُمْرَ طَالَلَوَ ﭐنَّ العُمْرَ..مَا شَبِعَتْ عَيْنَاكَللهِ مَا أَعْطَىوَللهِ مَا أَخَذْ