كان خطيباً لكنّهْ
لم يُلقِ الخطبَ الرنانةْ
لم يُلقِ مواعظَ طنانةْ
***
جاء ليرعى خلقَ اللهْ
أعلن إني عبدُ اللهْ
والناسُ جميعاً لي إخوانْ
وحياتي أنْ أخدمَ إنسانْ
وأحبُّ الناسَ ولو كانوا
سكاناً في رحم الشيطانْ
لا وطنٌ لا لونٌ لا دينْ
لا لغةٌ لا عِرْقٌ لا طينْ
تمنعني من أن أخدمهمْ
وأحبهمُ وأحب لهمْ
مَنْ فرّق بين الناس بِلَونْ؟!
واللهُ جمعهم وسْطَ الكَونْ
***
الحاكم يخدمُهمْ... وهمُ السادةْ
والحاكم مأمورٌ... وهمُ القادةْ
إنْ ناموا يسهرُ يرعاهمْ
لم يجعلْ سُلطتَه مَغْنَمْ
لم يتشدقْ: هيَ مَغْرَمْ
هي مَغْنَمُ يرعى الناسَ به
فيعلمُ جاهلَهم
ويكرِّمُ عالمـــَـــهم
يحترمُ كبيرَهمُ
وصغيرُهُمُ مرحومْ
يكسو العاريَ... يسقي الظاميَ...
والجائعُ مطعومْ
***
ويؤَمِّنُ أرضَهمُ والدُّورْ
والجيش هنالك يحميهم
لا يقمع شعباً حين يثورْ
***
الناسُ سواسيةٌ كالمشطِ... وكلُّهمُ يرعى حقَّهْ
الراعي مثل رعيتهِ
والوالي عبد قبيلتهِ
لا فوق، ولا تحتَ ولكن ...
رِفْقةْ
***
كان خطيباً لكنهْ
عاش العمرَ لخدمة كل البشريةْ
أرسله الله لرحمتنا
أرسله الله لخدمتنا
وهدايتنا
ومحبتنا
ومحبة كل البشرية
***