الأحد ١٨ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم محمود محمد أسد

مقتطفات من وريقات الرفض

بمناسبة اليوم العالمي للشعر

تريدُ من الشعرِ رمزاً ولغزاً
وهمساً شفيفاً..
وصورة أنثى، طليقة.
تريدُ انزياحاً يكسِّرُ درعَ البيانِ
يُبَعْثِرُ عِطرَ البهاءِ،
تريدُ انعتاقاً من الماءِ والحبِّ
بعد سعيرِ المكائدْ.
تريدُ انطلاقاً وراءَ التغرُّبِ.
تجرحُ تاريخ روضٍ
تألَّقَ خيراً ونورا..
تريدون غوصاً سحيقاً
يُطَلْسِمُ زهرَ الحروفِ
ويطمِسُ سِحْرَ وجوده ..
يريدونَ سمَّ التغرُّبِ
لو حلَّ بين الطعامِ وبينَ الشراب
وبين الحلالِ النقيِّ
وبين رعافِ الحرامِ ..
ولو سرقَ الأمنيات ،
ولوَّثَ شَهْدَ الحروفِ
وطُهْرَ البلاغه …
تريد الأديبَ أسيرَ الغوايةِ
يُلْبَسُ ثوبَ الضياعِ المخبَّأ
بين ثنايا السطور ..
تريدُ الجمالَ رداءً غريباً
ووقعاً نشازاً ونسجاً كسيحاً ،.
يحطِّمُ موروث شعبٍ
تساقى كؤوس الحضاره ..
وها أنتَ ترمي لهاثَك في الوحلِ
تبذرُ عوسجَ حقدٍ تمادى
وليْتكَ أحْسَنْتَ نسجَ الحروفِ المضيئةِ،
أتْقَنْتَ ضَفْرَ القصائدِ،
حبَّ البلادِ العزيزه …
تريدُ من الشّعراءِ ابتعاداً عن القلبِ
والغمِّ ، تدعوهُمُ أن يكونوا الهَيولى ..
تريدُ مواضيعَ مصنوعةً في الخفاءِ
ومجلوبةً من موائدَ حلَّتْ عليها الرّطانه..
مباشَرَةُ الشاعر المستباحة أرضُهْ.
تراها بياناً ووعظاً وقولاً ثقيلاً
تريد التقوقُعَ في الركنِ
والغوصَ في الجنسِ ،
والطعنَ في كلِّ ضوء..
تريدون خصيَ الحروفِ
ونفيَ القصيدِ
وإبهارَنا بالملوحه ..
تريدون أن نطفِىء النارَ
بالوردِ والبوحِ
أن تَسْتبيحَ المروءه ..
أمامك حربٌ وأهلُ ودمعٌ يراقُ
وإرثٌ يُمزَّقْ
وتأتي إليَّ تريدُ انزياحاً ورمزاً
أمامك ينهارُ إرثٌ ثريٌّ
وخلفك لصٌّ يقيمُ الحدودَ،
يربّي الذئابَ ، يهدِّمُ المساجد
يُصْمِتُ صوت النواقيسِ
يرميك بالنارِ والغدرِ
حتى استباح الرجولةَ ،
واستعذبَ الخوف فينا
فقطّعَ حلمةَ كلِّ نهدٍ رآه يقاتلْ ..
وأبكى الطفولةَ ثمَّ الحرائرْ ..
تريدُ غموضاً أمامَ الجحافل
والنارُ تحرقُ حسَّ الحجَاره ..
تريد شفافيَّةً في الخطاب
وما حولنا صارخٌ وجليٌّ
تريدُ التهرُّبَ من إلتزامِكَ
تجري إلى التَعْميه ..
وتخشى من التعْريه ..
تدير إلى الأهل ظهراً ،
وتطمسُ عينيكَ عند الحقيقه ..
وما زلْتَ يا شاعر العصر
ِ في القاعِ تغرق ..
- أريدُ من الشعرِ ناراً وزورقْ
أريدُ البيانَ حقولَ ورودٍ
وبيدر عشقٍ وقبضة منجلْ …
وبارودةً للسلامِ تُغرِّدُ
تعزف لحن الوئامِ العنيدِ المكابرْ..
أريد القصائِدَ زيتاً وزعترْ
وطاقةَ فلٍّ على صدرِ أمِّي تنامُ
وفوقَ المقاعِدِ تُفْرَطْ ..
تغني لطفلي ،
تلوِّنُ للطيفِ نبضه .
أريدُ البيانَ نقيّاً شفيفاً
يرفرفُ صوبَ الجمالِ ،
ويرسمُ ثوبَ الزفافِ
لمن كان يعشقْ ..
أريد البيان شقيَّاً عتيّاً
يقاوِمُ ، يُحْرِقُ ، يزرعُ
يبني ليبعثَ من كان أقوى
ليدفنَ من كان أشقى ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى