

مقتطفات من وريقات الرفض
بمناسبة اليوم العالمي للشعر
تريدُ من الشعرِ رمزاً ولغزاًوهمساً شفيفاً..وصورة أنثى، طليقة.تريدُ انزياحاً يكسِّرُ درعَ البيانِيُبَعْثِرُ عِطرَ البهاءِ،تريدُ انعتاقاً من الماءِ والحبِّبعد سعيرِ المكائدْ.تريدُ انطلاقاً وراءَ التغرُّبِ.تجرحُ تاريخ روضٍتألَّقَ خيراً ونورا..تريدون غوصاً سحيقاًيُطَلْسِمُ زهرَ الحروفِويطمِسُ سِحْرَ وجوده ..يريدونَ سمَّ التغرُّبِلو حلَّ بين الطعامِ وبينَ الشرابوبين الحلالِ النقيِّوبين رعافِ الحرامِ ..ولو سرقَ الأمنيات ،ولوَّثَ شَهْدَ الحروفِوطُهْرَ البلاغه …تريد الأديبَ أسيرَ الغوايةِيُلْبَسُ ثوبَ الضياعِ المخبَّأبين ثنايا السطور ..تريدُ الجمالَ رداءً غريباًووقعاً نشازاً ونسجاً كسيحاً ،.يحطِّمُ موروث شعبٍتساقى كؤوس الحضاره ..وها أنتَ ترمي لهاثَك في الوحلِتبذرُ عوسجَ حقدٍ تمادىوليْتكَ أحْسَنْتَ نسجَ الحروفِ المضيئةِ،أتْقَنْتَ ضَفْرَ القصائدِ،حبَّ البلادِ العزيزه …تريدُ من الشّعراءِ ابتعاداً عن القلبِوالغمِّ ، تدعوهُمُ أن يكونوا الهَيولى ..تريدُ مواضيعَ مصنوعةً في الخفاءِومجلوبةً من موائدَ حلَّتْ عليها الرّطانه..مباشَرَةُ الشاعر المستباحة أرضُهْ.تراها بياناً ووعظاً وقولاً ثقيلاًتريد التقوقُعَ في الركنِوالغوصَ في الجنسِ ،والطعنَ في كلِّ ضوء..تريدون خصيَ الحروفِونفيَ القصيدِوإبهارَنا بالملوحه ..تريدون أن نطفِىء النارَبالوردِ والبوحِأن تَسْتبيحَ المروءه ..أمامك حربٌ وأهلُ ودمعٌ يراقُوإرثٌ يُمزَّقْوتأتي إليَّ تريدُ انزياحاً ورمزاًأمامك ينهارُ إرثٌ ثريٌّوخلفك لصٌّ يقيمُ الحدودَ،يربّي الذئابَ ، يهدِّمُ المساجديُصْمِتُ صوت النواقيسِيرميك بالنارِ والغدرِحتى استباح الرجولةَ ،واستعذبَ الخوف فينافقطّعَ حلمةَ كلِّ نهدٍ رآه يقاتلْ ..وأبكى الطفولةَ ثمَّ الحرائرْ ..تريدُ غموضاً أمامَ الجحافلوالنارُ تحرقُ حسَّ الحجَاره ..تريد شفافيَّةً في الخطابوما حولنا صارخٌ وجليٌّتريدُ التهرُّبَ من إلتزامِكَتجري إلى التَعْميه ..وتخشى من التعْريه ..تدير إلى الأهل ظهراً ،وتطمسُ عينيكَ عند الحقيقه ..وما زلْتَ يا شاعر العصرِ في القاعِ تغرق ..- أريدُ من الشعرِ ناراً وزورقْأريدُ البيانَ حقولَ ورودٍوبيدر عشقٍ وقبضة منجلْ …وبارودةً للسلامِ تُغرِّدُتعزف لحن الوئامِ العنيدِ المكابرْ..أريد القصائِدَ زيتاً وزعترْوطاقةَ فلٍّ على صدرِ أمِّي تنامُوفوقَ المقاعِدِ تُفْرَطْ ..تغني لطفلي ،تلوِّنُ للطيفِ نبضه .أريدُ البيانَ نقيّاً شفيفاًيرفرفُ صوبَ الجمالِ ،ويرسمُ ثوبَ الزفافِلمن كان يعشقْ ..أريد البيان شقيَّاً عتيّاًيقاوِمُ ، يُحْرِقُ ، يزرعُيبني ليبعثَ من كان أقوىليدفنَ من كان أشقى ..