لـحـظـة بـكـــاء...
مـُـداخـلـــــة
أحسستها تحس ضيقاً دفيناً داخلها...
كنت أرى الدموع تكاد تتكدّس في مقلتيها..
في إباء و شمم... رفضت الدموع أن تنزل...
خرجت الكلمات من داخلي كأنها تخرج منها...
أو بالأحرى... مـنـّــا...
و لمـّا سـِلـتُ رحـيــقـاً يصبـغ راحـة كـفـّـك...
ثم صـعــد ت ُ أريـجـاً يمـلأ واحـة أنفـك...
ثم سقطت....
جاء الصوت الغائر في البيداء...
يقول اقتربي...
إنّـي جـئـت الـيـوم مـن عـلـيـاء...
كـي تـقـتـربـي...
أو تنتحبي...
أو تضطربي...
أو تتلاشي في أحضاني وقت بكاء...
كان الليل...
يبزغ كالإعصار الأسود...
ساعة كرب...
يشعل حرب...
يمحو الدرب...
يرسم درب...
أو يتوارى في خيلاء...
يقتل فجراً كان يغني...
مثل الطفل ِ...
لحظة قتل ِ...
تحت الحـِـرمِـلـةِ السـوداء...
لــُـذ ت ُ إليـك...
جـــاء الهمـس...
يحمل سيفـاً نـورانيـاً...
درعـاً يلمـع تحـت البـرق...
رأسـاً يشمـخ في استعـلاء...
وجهـاً ينضـح لون الـبـِشـْـرْ...
ثم يغيب بقلب الليل...
ثم يعود...
اكثر نــوراً...
يضع ُ الوشــم...
فوق جبينـي...
باطمئنان أغفو حينـاً وقت مســـاء...
مــاذا كـان يـريـد الهمـس ؟!!!
هـذا الصوت الآتـي من صـحـراء...
فوق جـِـمـال الصـبـر...
رغم ســراب العمـر...
رغم الشبـح الجاثـم أبـداً فـوق الصـدر...
و رغـم ذئـاب الـقـفـر...
لم يرهبه عــواء...
هـذا الصـوت الثـاقـب في الأرجــاء...
كصرخـة نــاي...
أو أنشـــودة...
غاصـت يـوماً في أرغــول...
صـدحـت كاللحــن المجـدول...
مـَـنْ سيقــول...
أن الوجـه السـاطـع دومــاً...
ســوف يـزول ؟!!
أنّ الحلـم الضـارب ِ عـُـمـقـاً...
في الأ نحـــاء...
ســوف يمــوت... كـالمـجـهــــول ؟!!
أو يتبعثـر كـالأشــلاء...
هـذا الصـوت الممطـر مثـل شتـــاء...
يقول : انصهـري...
أو فانتحـري...
أو فانذرفـي...
دمعـاً يغمر مثـل السيـل...
أرضـاً عطشـى... أو جـدبــاء...
يوم سـقـطـتْ...
يوم عـرفـتْ...
كيف يكـون سقـوطـي إبـــاء...
ثم رفـعـتْ...
عينـاً قد أنهكهـا الصمـت...
عينـاً قد أرهقهـا الـوقــت...
كادت أن تحتـرف المـــوت...
جـــاء الصـــوت...
يقـول انكسـري...
جاء الصوت يقول انكسري...
أسخـف شـيء ٍ لحظـة ضعـف...
أن نمتلـك دمـوعــاً...
لا تـغـسـُـلـُـنـا وقـــت
شــقـــــاء....