

لا تُشعِلُوا النَّارَ
لا تُشعِلوا النَّارَ
إنِّى مِثلكُم بَشَرُ
قد هَدَّنِى الفَقرُ
والإذلَالُ والخَطَرُ
كَسِلعَةٍ
رُبَّمَا كُنَّا بِلا ثَمَنٍ
وكَالهَشِيمِ إذا
ما قَدَّهُ الشَّرَرُ
كَنُطفَةِ الحُزنِ فى
أرحَامِ حَارَتِنَا
استَوطَنَ البُؤسُ
والحِرمَانُ والبَطَرُ
وجَذوَةٍ مِن سَعِيرِ
الجُوعِ تَلفَحُنَا
كَجَمرَةٍ مِن لِحَاءِ
القَبرِ تَستَعِرُ
كََقَضمَةٍ فى نيُوبِ
اللَيثِ يَنهَشُهَا
من لَحمِنَا الحَيِّ
لا يُبقِى ولا يَذَرُ
كَوَصمَةٍ فى أدِيمِ
العَارِ يَزرَعُنَا
ما بَينَ فَكَّي رَحَى
يَجتَثُّنَا الحَذَرُ
نَخشَى مِن الهَمسِ
والأحلامُ تَبصُقُنَا
نَمشِى على المَاءِ
لا يُرجَى لنا أثَرُ
كُلُّ الحَكَايَا تَوَانَت
عن مَعِيَّتِنَا
يَبتَزُّنَا المَوتُ
والإغلاقُ والقَدَرُ
يُدَاعِبُ الخُبزَ
أحلَامٌ تُرَاوِدُنَا
نُهُودُهَا البِكرُ
يَحسُو رِيقَهَا المَطَرُ
ومَيعَةٌ مِن صِبَا
تَنسَابُ مِن طَلَلٍ
قَد هَزَّهُ الشَّوقُ
والتَّحنَانُ والوَتَرُ
بِيعَت بَغَايَا
عَذَارَى الحَيِّ عن عَوَزٍ
واستَقبَحَ الوِزرَ
بَعضُ الخَلقِ فانتَحَرُوا
صَحَائِفُ الأهلِ
أعذَارٌ بِلا مَلَلٍ
يَقتَاتُ فِيها الأسَى
و الغَدرُ والخَدَرُ
نُقَاتِلُ الوَعيَ فِينَا
حِينَ يَنخُسُنَا
بِبَعضِ سِحرٍ ولُقيَا
مَسَّهَا السَّحَرُ
نَعتَاشُ فى غَفلَةٍ
فى أيكِ ظُلمَتِنَا
ويَلعَقُ البُومَ فى
أحدَاقِنَا القَذَرُ
يُقَالُ (مَعلِهشِ)
والآعمَارُ تُختَلَسُ
أو يُبتَغَى العَفو
فِيمَا يُقذَفُ الحَجَرُ
ما زَادَنَا الجِدُّ بُؤسًا
حِينَ نَعركُهُ
بِمُبتَدَا العُمرِ فِينَا
يُزرَعُ الهَزَرُ
يُتَوَّجُ الفَاسِدُونَ الآنَ
فى ألقٍ
كَالزَيتِ يُرجَى بِهِ
التَّليِينُ والنَّظَرُ
كَأنَّهُم (مَافيَا)
فى عِبِّهِم ضَحِكُوا
واستُغلِقَ البَرُّ
والتِّرحَالُ والسَّفَرُ
حِينَ استَبَدَّت بِنَا
الثَّوَرَاتُ غَاضِبَةً
(تَكَعبَلُوا) صُدفَةً
بِالعَرشِ واوتَزَرُوا
وتَستَدِيرُ لَنَا الأيامُ
(تَف….. خُنَا)
كَأنَنَا مِن قَدِيمِ العُهرِ
نَنتَظِرُ