

فوقَ صَهْوة القلمْ
بعث إليَّ الصديق الشاعر إبراهيم الصرايرة برسالةٍ يُطريني فيها، وهي عبارة عن أبياتٍ من البحر البسيط قال في مطلعها:
تناوَشَتْ همْسَكَ الأقْلامُ حاطِبَةً | من غاب عِلْمِكَ ما تجْلو به الظُلَما |
وإبراهيم من الشعراء الذين يجيدون كتابة الشعر خاصة في ميدان الحب والغزل، فبعثتُ إليه بهذه الأبيات رداً على رسالته، قلتُ فيها:
أسْرِجْ خيولَكَ شِعْراً وارْتَقِ العَلَمـا | لا تحْطِبَنَّ ولكـنْ أسْـرِج القَلما |
وارسُـمْ حُروفَكَ في الوجدانِ زنْبَقَةً | تجْلـو النُّفوسَ وتمحو الهـمَّ والألما |
واصْدَحْ بشَـدْوِكَ للأطْيار تُطْرِبُها | تشْدوكَ من سِحْرِها ما يُرْقِصُ الأجَما |
فالشِّعْرُ تنشُـرُهُ في مـرَّةٍ عَبَقــاً | والشِّعْرُ تقْذِفُـهُ في مـرَّةٍ حممــا |
والشِّعْرُ تذْرِفُـهُ في لحْظَـةٍ ألمــاً | والشِّعْرُ ترْسُمُـهُ في مـرَّةٍ حُلُمـا |
أو قد تُدمْدِمُـهُ في مـرَّةٍ غضَبـاً | أو قـد تُدنـدِنُهُ في مـرَّةٍ نَغَمـا |
هـذي الوصِيَّةُ إبراهيمُ فاحفظْهـا | راوِحْ بشعْـرِكَ حُباً واكْتُب الحِكَما |
فالحرْفُ يخْلُدُ دهـراً بعـد كاتِبِـهِ | يـومـاً سنَبْلى ونُبقي بعْدنا الكَلِما |