

فدائي عاشق
قدس: أنت الملك السحري لطــفا | وجمـــــالا، فصليــني بـــــوداد |
قدس: أنت البدر في ليـل محــب | وأنا العــاشق في ليـــل السـواد |
أنت شمس، والنجـــوم غاربـــات | تتــــوارى، في حيـــاء، باتئـاد |
فأضيئي لــي دروبـــي والليــالي | وأنيــري وجهتي في كـــل واد |
الصبا والحب والجمــال ملــــهى | فيك يا ريــم الروابي والبـوادي |
أنت قصدي وابتغـــائي ومنـــاي | أنت حجي، فيك ديني واعتقادي |
فيك رشدي وصلاحي واهتدائـي | فيــــك برق مـن سنا النبي هاد |
قدس: أنت الأمــل المنشود دومــا | في سباتي وقعــودي وسهـادي |
متعيني بالهوى يا خير مــن فـي | ناظــــري، وذريني فــي وئــاد |
فقريض الشعرأضحى لي جـوادا | كلما جــن هـــواك في فــؤادي |
وأنا رب القـــوافي، في عـذابــي | كلمــــاتي وحـــروفي كالمــداد |
وأحب الضيف والإقــراء مهـما | تعس الدهــر، لكل النــاس زادي |
ها أنا.. في قمـــة العليـــاء مهـدي | صنت عرضي وأنا واري الزناد |
واسألي كـــرام الناس، تـــــدري | أنني رب النــدى، صعب القيــــاد |
لــــم أبالـــغ -إن تكلمت- بأنـي | فارس في الحــلبة يــوم التنــادي |
إنني ذاك الفــتى الـــذي يهــــاب | لو تبارى القوم فـي كل النـوادي |
لا تلــومي إن رأيـــت في ضعفــا | إن وهني كا ن من قهر الأعادي |
لم أهن يوما إذا غالبني الدهـــــــ | ــرغـــلابا، كنت فردا في العنــاد |
لم أكن أغشى الوغى يوما، فإنـي | كشــهاب خــارق جوف البوادي |
علم النـــاس طباعــي وصفاتــي | وسباقي فـــي النــدى والأيــادي |
إنني ذاك الفتى الحر الذي مـــــــا | زال يسعى للأماني في ازديــــاد |
من يصون العهد لي في غيبتي أو | حاضري قد كان لي خير العبــاد |
قدس هذا الدهــر دهر قـد كرهنـا | عيشه إذ ســـاد فيــــه بغي عــــاد |
فالعـار أن يصبح النسر حقيــــرا | ويقــــود النــــاس بــوم للنفـــــاد |
مافعلـــت اليــوم فينا يا إلهــــــي؟ | أخلقـــت هــــذا البــــوم للقيــــاد؟ |
لعنة حلت حمـانا من زمــــــــان | فانحنـــت هامــــاتنــا للانقيــــــاد |
فبغى الحــاقد بغيـا ما رأتــــــــه | أعين الدنيا ولا عيـن الجمــــــــاد |
هل محــا التاريخ ما قد لطختــــه | بصمات الحـاقدين من فســــــــاد |
لو سألت المئذنات الهاويــــــات | لأجابتـــك كمــــا كانت تنـــــادي |
ففقــدنا كل مايحمــــي حمـــــانا | وخسرنا مـــا وهبنا مــن ســـــداد |
غابت الحــرية الغــــــــراء، آه | إنها قد سافرت من ذي البـــــــلاد |
وا جراحــاتي ويا حسرة قلبـــي | هل شــفائي من عـذابي بالضمـاد |
فأنيني لـــم يكن لـــه شــــــــــفاء | إنمـــا برء جروحــــي بالجهـــاد |
إن بدت لي هفــوة من أي قـــرد | لـــرأى منـي نكــــايات الشـــداد |
إن عزمي وإبائـــي وصـــمودي | يتحـــــدى كل بغــي وعتـــــــــاد |
وسأبقى رابط الجــــأش مهابــــا | ثابـــت القلــــب إلى يوم التنـــــاد |
أدفـــع البغي لتحقيـــق المعـــالي | وسأمحــــو كيده محـــو المـــــداد |
ولواء الحــق إمـا في شـــــموخ | أو يمــــوت الكافرون في حــــداد |