أفلت منّا الطيرُ الأخضر
سافر.. سافر..
ثمّ تعثّر
طارَ فوقَ الغيم،
قبَّلَ شفاهَ الغيم
أربكهُ الصمتُ الغيميّ
أمرَ سماءَ الكونِ بأن تُمطِر
لم يأتِ المطرُ ولا الصيفُ تحرّر
كنّا قد أودعنا أحلامَ العودةِ
في أجنحةِ الطير
ورسائلَ شوقٍ لوالدتي
وورقَ العمرِ الـ جفّ فامسى أصفر
لقّــنَّاهُ الغربة في بضعِ كليماتٍ وطنيّة
غنّينا للعودةِ، صافحنا الماءَ بباريس
كبَّلنا الزيفَ بإنجلترا
واجهنا موساد التاريخ
قبّلنا القدس على شاشات التلفاز
حاولنا أن نبتاعَ الحزنَ
في شعرٍ، قصصٍ في أحجيةٍ ثوريّة
لم تكفِ للحزنِ وريقاتُ الدفتر
صُعقنا آلافَ المرّات بواقع هذا العالم
يقتلنا.. يحيينا.. يقتلنا
يقتلنا.. ثمّ يعيدُ الكرّة.. فيقتلنا
حتى الأملُ بأعيننا يكفر!
قلنا لا بدّ نجرِّبُ حكمة أمريكا
عدنا للوطنِ بنصفِ هويّة
رسمنا دولةَ حتى إشاعرٍ آخر
تقاسمنا الأرضَ.. الوجع.. الأوهام
ملّتنا الأرضُ وعافتنا
عادَ الطيرُ الأخضرُ يحملُ وعداً ملكياً
اللهُ سينزلُ جيشاً كي تتحرّرَ أرضُ القدس
صحنا: حقاً!!
بكى الواشون: سحقاً!
ننتظرُ الآنَ قرار الله،
سيأتي الجيشُ، محالٌ أن لا يأتي
خرجت براغيثُ القُربِ على شرفات الكون
سقطَ الفاتحونَ على أسوار الوطنِ
الطيرُ الأخضرُ سقطَ شهيداً أيضاً
يتساقطُ ريشه
ورسائل عودتنا أغرقها البحر
ذابَ الحلمُ المتعثِّرُ فينا
وسقطنا..
اليومَ نشيّعُ جثمانَك يا وطني
يا أجملَ وطنٍ في تاريخ البشريّة
عذراً..
لم يئن الوقتُ لكي نكبر!