الأحد ٥ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم عبد الجبار الحمدي

شكاية...

دخلت على السلطان وقلت:
مولاي إن لي شكاية...
فانتفض وقال: أوجز ولا تقص لي
حكاية...
قلت لنفسي لطفك يا رب..
إذا كانت هذه البداية؟ فكيف
هي النهاية...؟!
ثم استطردت ... عذرا يا مولاي
أردت أن ابدأ بآية
فوجدته يقول:
خير الكلام ما قل ودل
فقلت: هو ذاك يا مولاي
أجل...
مولاي...
الرعية اليوم يشعرون بالملل
ضيم ... ضياع ... تشرد
سقم وكثرة علل ..
انتظروا ركب خير قافلتكم
فلا الخير جاء ولا الغيث عنها
نزل...
فماجت النفوس من ظلمها
ورمتك بالفسوق والكذب
والزلل...
رد حانقا:
صه يا أنت ومن تمثله
كلكم أصحاب أبواق وطبل
فمذ جئتكم تعزفون لي
أنت منقذنا.. أنت منا الأعز
والأجل...
صدقتكم.. فوجدتكم بعدها
تنهبون وتخفون أنفسكم خلف
كِلل ...
فقالت لي نفسي إذن هم شعوب
تجمعهم بالطبول وتفرقهم
بالنعل...
فسميت نفسي مرود كحل
اُعمي من أريد ... وأُكَحِل
من أريده أن يُكتحل..
فلا تضجرني ببؤس فقرهم
كلكم دعاة ظلم متى ما أحدكم
للصولجان وصل...
فقل لهم... السلطان سيقهر كل العوز
فقط يطلب منكم الجباية..
ليعمر ويخرج ثرواتكم المسجونة
ممن سرقها منذ البداية..
وقل لهم :
أن الضيم والضياع والسقم
هي اختبار من الله..
وذاك ما نزلت به الآية
فلله الأمر من قبل ومن بعد
والى الله الشكاية....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى