1
أُفُقٌ يَحوكُ قَميصَ ذاكرةٍ
وَمَاءُ الوَقْتِ ظلَّلَهُ الأَرَقْ،
أَسْتَلُّ منْ وَرَمِ الزّياطِ فَتِيلهُ
اُلشَّفَقُ الرّياضُ
تُـمِدُِّني بِكَلاَمِهَا الأَعضَاءُ
لاَيَصْحُو ابْتِهَالُ الْعَيْنِ
مِنْ عِنَبِ المَسَاءْ
2
أُفْقٌ، جُفُونُ هَدِيرِهِ
وَقْدٌ
وَعِشْقُ فِجَاجِهِ
خَيْلٌ
هُوَ اُلسَّفَرُ اَلمُدَاهِمُ،
أرَّخَتْ أنْفَاسُهُ لَيْلَ الْجَسَدْ
كَمْ مَارَسَتْ إِغْوَاءَهَا الأَمْدَاءُ
عُرْيُ نِدَائِهَا...شَبَحٌ
يَمُوءُ عَلَى حِبَالِ اُلرِّيحِ
والأَنْفَاسُ مَرْكَبَةُ المُنَى،
بُسَّتْ صُخُورُ اَلصَّمتِ
جُمْجُمَتِي
عَلَى أَعْتَابِهَا
انْفَجَرَ السُّؤَالْ
3
لُغةُ الطُّفُولَةِ مِنْ دَمِي
تَحْسُو الرُّوَّى،
مَنْ ذَا يُحَمْلِقُ فِي عُيُونِ الآسِ؟
تَمْسَحُ نَجْمَةٌ عَنِّي...
وَسَاوِسَ غَيْمَةٍ
وَ الأرْجُوانُ يَبِيعُني ألقَ الخُطَا
هيَ سَكْرةٌ
وَالرُّوحُ لَثْغتُها
هِيَ صَحْوةُ
وَالعُشْبُ دَمْعَتُهَا
4
أُفُقٌ يجِيءُ عَلَى بِسَاطِ الهَمْسِ
أَلثُمُهُ
وَكَفُّ الأَيْنِ منْ بَدَني
تسُلُّ عُرُوقَ هَذَا الصُّبْحِ
يَا أحبابُ
خَيْلُ فَجِيعَةٍ رَمَحَتْ بَيَاضَ العُمْرِ
تَفْتَحُنِي طُيورُ التَّوْقِ نَافِذَةً
وَلَيْسَ الحُلْمُ غيْرَ بُحَيرةِ الأَشجَانِ،
تَسْرِقُنِي المَفَازَةُ
أَنْتُمْ الأَنْهَارُ
تحتَ جَوَانِحِي
أنْتُمُ فَضَاءُ العَينِ
خُضْرَتُكم جَناحي
5
أُفُقٌ لزرعِ النَّفْسِ
أَمْ صَبَغَ الجُنُونْ
حَقْلَ الضُّحَى؟!،
إِنَّ السَّكِينَةَ أَرْنبٌ
وَالرَّوْعُ وَحْشٌ،
هَلْ أُرَاوِدُ طَبْعَهُ
وَعَلَى طُبُول اللَّيْلِ
يَشْحَذُ صَوْتَهُ
قَمَرٌ
وَيَمْسَحُ وَجهَهُ
حَجرٌ؟!
تَثَاءَبَتِ المِيَاهُ
الوَقْتُ قُبَّعَةُ الرَّهَجْ
منْ تَحْتِهَا رَأْسِي
يَفرُّ لِنَجْمَةٍ خَضْرَاءَ،
تُمْسِكُنِي أَصَابِعُ رَعشَةٍ
وَالأَرْضُ مِطْحَنَةٌ
فَكَيْفَ الْحِسُّ يحْمِلُ للبَصيرةِ وَرْدَةً
وَالرُّوحُ فِي أَكْفَانِ غُرْبَتِهَا؟!
بَدنٌ خَشَبْ
تَتَحَسَّسُ الأيَّامُ طَعْمَ أَزِيزِهِ،
الْبَصَرُ السَّذَاجَةُ
وَالسَّمَاءُ كِسَاءُ أُمْنيةٍ
أَيَسْتُرُ سَوءَةَ الأَشْيَاءِ؟
قُطْنُ الصَّمْتِ جَفَّفَني
وَبَابُ الصَّوتِ سَلَّمَنِي
إِلَى قُرصَانِهِ الدَّمَوِيِّ،
كَالأَنْوَاءِ وَجهُ اللَّيلِ
زُرْقَتُهُ الضَّجَرْ
وَنُيُوبُهُ الأًَمْوَاجُ
يُفْرِغُ طَبْعَهُ فِي الطَّبْعِ...إِذْ أَمْشِي
وَعَنْ قَدَمِي
يُشِيحُ الدَّربُ،
تَرْكَبُ ظِلَّهَا نَفْسِي
وَلاَ أَضْواءَ تنْفُخُ في القَصبْ
نَبْضَ الحَنينْ
6
هَذَا شَهيقُ السَّهم:
تَنْهَمِرُ الشَّراسَةُ خَمْرَةً،
ثَمِلَ اُلرَّحيلُ مِنْ اَلرَّحيل
وَالحُلمُ بعضُ غُصُونِه اغْتَسَلَتْ بِناري
الْبَحْرُ غَادَرهُ الصَّهيلْ.
تَدْنُو الجِهاتُ
قَطِيعُهَا
شَبَقٌ
دُخانْ
منْ أَيْنَ للأَشْلاَءِ دفْءُ هَوَاجِسي؟
أَرْنُو..
وَيَنْتعِلُ البَريدُ بَنَفْسَجي
وَالظَّنُّ قِنْدِيلُ الرّياحِ الصَّلْدُ،
أَيَّتُها الفِراخُ، تَدَثّري
قَرَمُ النَّّحائِز شَاهرٌ غَسَقًا
وَتَحْتَ وِسَادَتِي
مِفْتَاحُ لَوْنِكِ
فَارْكُضِي
جِسْمِي الحُقُولُ
فَوَاكِهُ التَّغْريدِِ أَنْتِ
وَأَنْتِ عِطْرُ الشَّوقِ
أَنْتِ حَدَائِقُ الأَسْيَانِ
أُولَدُ فيكِ
يُحْرقُنِي ارتِعَاشِي
والبَرقُ أَذَّنَ فِي جِرَاحِي
فَهَلِ الْفَرَحُ
إِغْمَاءَةٌ
تَنْزُو عَلَى الرُّؤيَا؟!
رَفِيقِي الْعُشْبُ
كَانَ يخُطُّ لي بلدًا
وَبيتُ الشَّمْسِ مِجْمَرَتِي
وَقَوْسُ الحُزنِ قُبَّرتِي
وَكَانَ عَلَى رَغِيفِ السّحرِ يَنْثُرنِي
إِذَا عَجنَ النَّهارُ وَصيَّتِي
7
أُفُقٌ، بِلاَ وَهجٍ، يَجِيءُ
السُّكرُ صَحْوتُهُ
وَ هَجْسُ الأَمْسِ بُرْدَتُهُ،
فَكَيْفَ الذَّاتُ تُمْسِكُ جِذْرَهَا
وَيَدُ السَّأَمْ
ذَبَّحتْ أريجَ القَلْبِ فِي مِعْرَاجِهِ؟
ليَِِدِ السَّوَاحِلِ فِضَّتي
للْوَقْتِ حِبْرُ مَشِيئَتِي
أَمِنَ الحُدوسِ يَخِيطُ هَذَا القَلْبُ فَجْرَ إِيَابِه
وَالخَطْوُ ِفِي حَرَدِِ النَّوَى
طَيرٌ بِلاَ أَغْصانْ؟!