سان فرانسيسكو
بنتَ المُحيطِ الهادِرِ
أطلقتِ فيضَ مشاعِري
فنظرتُ حوليَ كي أرى
وجهَ الجَمالِ الساحِرِ
وسَمعتُ عندَك في عُباب
الماءِ صَوتَ بواخرِ
ورأيتُ أشرِعَةً على
موجٍ كقلبٍ ثائرِ
والموجُ يحتضنُ الشواطئَ
في حنينِ مُهاجرِ
هبطَ الضبابُ على المدى
كالسُّكَّرٍ المُتناثِرِ
أخفى المحيطََ ووجهَه
العملاقَ تحتَ ستائرِ
بنتَ المُحيطِ ألَستِ
خائفةً تقلبَ غادرِ؟
كفاكِ قصرٌ للنوارسِ
والحَمامِ الطائرِ
حَطتْ عليها علَّها
تجِدُ استراحةَ زائرِ
فتنعمتْ بالبردِ
وانطلقتْ أمامَ نواظري
يا جسرَك الذهبيَّ
ينطقُ بالجَمال الآسرِ
كقلادةٍ حمراءَ رُصِّعَ
متنُها بجواهرِ
فحملتِهِ تيهاً وفخراً
مثلَ تاجٍ فاخرِ
نادمتُ وجهَكِ والمَساءُ
ينامُ فوقَ دفاتري
فأخذتُ أكتبُ هائماً
حتى الصباح الباكرِ
وأسيرُ عبرَ شوارعٍ
رُسمتْ لكلِّ مُسافرِ
فكأنها من شدة
التنظيم فكرةُ شاعرِ
تقفُ البيوتُ بَهيةً
في هيئةِ المتفاخِرِ
أمشي وأبنيةٌ
تلقَّفُني كبوح بشائرِ
قاماتُها رسمت على
الغيماتِ بعضَ دوائرِ
وعلى الجبالِ الشامخاتِ
قضيتُ وقتَ تسامري
والغيمُ من حولي يباغتني
كوحشٍ كاسرِ
في كلِّ يومٍ زرتك
انشرحتْ جميعُ سرائري
متلهفاً، وأجوب ُ
أروقةَ المكانِ الباهرِ
والعشقُ والإعجابُ
والأشواقُ بعضُ خواطري
بنتَ المحيطِ، تألقي
يا فتنةً للناظر
أزِفَ الرحيلُ، وفي المدى
ظلُّ السحابِ الماطرِ
وعلى الدروبِ حمائم
لم ترضَ فضَّ السامرِ
ودعتُ وجهَكِ عندَ
ساعاتِ المساءِ الساهرِ
فسمعتُ صوتكَ والرحيلُ
بقلبِ كل مُغادرِ
سأعودُ، قلتُ وسوفَ أنثرُ
في المُحيط أزاهري
سأعودُ يا بنتَ المحيطِ
كعودٍ طيرٍ حائرِ