

سارة الّتي قفزت من الصّورة
إهـداء للصّديق خليل ناصيف*
هل يحدث أن يحبّ روائيٌّ شخصيّة من شخصيّات روايته؛ فتستولي عليه قلبا وروحاً وكتابة؟
صديقي يخلق شخصيّته الرّوائيّةفرّت من مخطّطه الهامشيّلتنقر وسْط الفكرة بحيويّتها الأخّاذةصديقي مفتون بامرأة ورقيّةْيضحك وَهْو يتذكّر وحده وحدته الطّويلةْ:"آهٍ لو كانت تستطيع أن تشاركني ليلة واحدة نشرب معا كأس نبيذٍ مثلّجْ"صديقي يحبّ "سارةَ" حبّا جمّايُسِرّ لي بحبّها:"سارة تشرب نبيذ الكستناءتشرب أنهارا منهتتسلّل إلى أعماق ذاتها فتطفئ نار الحزن في دواخلها""سارة" ليست شخصيّة ورقيّةً روائيّةْوليست وهما كذلكقفزت من الصّلصال كالغابةخرجت تضحك في وجه الكاتبتغار منها النّساءُيعشقها القرّاءُيأسرها المحبطونوالحاقدون يقتلون لطافتها بتحليل غريبْ"سارة" امرأة من أنوثة وعيِ دمْوحدها تستطيع الغناء على سرير خالقهاوتنقذه من سواد اللّيلة القاتمةْ"عندها ليس مهمّا إن لم يذهب الورقُ المجفّف بالحبرِ إلى بُطُون المطابعِمتخما بالصّخبْولتبق لي امرأةٌ خلقتها بيديّْأسميتها "سارةً" وأسمتني "خليلا"!صديقي قليلا ما يفكّر في الحياة خارج طقس الغيمة الماطرةْدفعة واحدة كالغيب المفاجئيبرع في صياغة امرأة كما يشتهيتسكنه كجمرة ثائرةْ
* كاتب فلسطينيّ، مقيم في رام الله، أصدر كتابين هما: "وليمة للنّصل البارد"، و"الغابة الّتي قفزت من الصّورة"، ويستعدّ لإصدار روايته الأولى، و"سارة "هي شخصيّتها الرّئيسيّة.