

رسالة إلى ملحد
لأنك لا تدرك الكائنات | |
ولا تستظل لفيف الشجر | |
ولا تمعن الفكر فى الآيات | |
اللواتى جذبن ضعيف النظر | |
على صفحة الماء أو فى السماء | |
وفى فجوة الكون لاح القمر | |
وفى صحوة اليوم بعد المساء | |
ترى الشمس بارزة تستعر | |
وفى الليل حيث النجوم تراءت | |
كما العقد تلمع فيه الدرر | |
سرى فى القلوب الهدى فأضاءت | |
بذكرك يا من هو المقتدر | |
لأنك اظلم فيك الشعور | |
وقلبك أمسى سقيماً أشر | |
تظن بأن الحياة تسير | |
هباءً بغير نظام قدر | |
خسئت إذا لم تعد يا ضعيف | |
وران عليك نزيف البطر | |
وأغطش عينيك ستر كثيف | |
فزال الضياء وأعمى البصر | |
خسرت هزمت فقدت مناراً | |
أضاء القلوب بنور عطر | |
تجرعت ماء الجحود مراراً | |
وتأمل أن يحتذيك البشر | |
وتا الله لو كدت لا تستطيع | |
تزحزح من بالتقى يعتمر | |
وتحسب أن الذى لا يطيع | |
فسادك مستجهلاً للفكر | |
فبات التراب يبث الدموع | |
ويلعن فيك جحود البشر | |
وقلبك تحنو عليه الضلوع | |
ودقاته آية فاعتبر |
هذه القصيدة من ديوان (الحب فى الهجير)