

رثاء ووفاء إلى سهيل إدريس
أخي سماح ، عزيزتي الفاضلة عائدة :
أحر التعازي برحيل أستاذنا -منارة أدبنا الساطعة الأديب الحبيب سهيل إدريس ...
كم أحب فلسطين ! وكم رفد مسيرة أدبنا !
وكم تتلمذت أنا شخصيًا على الآداب وكتابها وفكرها ، وها أحتفظ بمئات الأعداد بدءًا من العدد الأول .
وما زلت أذكر فرحته - كما حدثني عنها ابنه البار - يوم أن أشرفت على العدد الخاص من الآداب عن الثقافة الفلسطينية في الجليل والمثلث (تموز - آب 2003) ، بل إن دمعته طفرت يوم أن تنازل جميع كتابنا عن مكافآتهم ، فعلق - كما قال لي سماح - : ها فلسطين وفية لي ، وكافأتني أنا .
التقيت سهيلاً وعائدة في القاهرة قبل ثلاث سنين ، وحمدت الله إذ تعرفت إليه ، ورغم أني كتبت مقالة ناقدة ،وفيها ملاحظات حادة عن سيرته الذاتية، إلا أنني فوجئت بقوله : هذا هو النقد ، فمن لا يتقبل النقد عليه ألا يكتب .. ، وأنا راض لأنك تناولت كتابي ، فهذا يدل على أهميته ، أو أهميتي لديك .
قلت له : كتبت قصيدة عن لبنان ، وذكرتك فيها لأعبر عن حبي لك ، ولم تنشر ؟!
قال : لأنك تذكرني ، فهذا مدعاة للحرج .
والآن ، وبعد رحيلك يا عمنا سهيل سأقدم الأبيات التي ذكرت تشوقنا إلى بيروت وإليكم :
كَم يا لُبنانُ اشْتَقْتُ إلَيْكَ ..وَقُلْتُ : مَتى آتيكْ ؟
أَتَفَقَّدُ دورَ النَّشْرِ ، وَأَرْتادُ بُيوتَ العِلْمِ
وَأَنْظُرُ حَتَّى أَعْلى هامِ الأَرْزْ
أَقْضي صَيْفًا بَلْ لَيْلاً فيكْ
وَأَزور الأَحْبابَ ( سُهَيْلٌ مِنْهُمْ )
وَعَلى ذِكْرِ سُهَيْلْ :
كَيْفَ ( الآدابُ ) وَتَأديبُ النَّاسِ عَلى الطُّرُقاتْ ؟؟
ترى : هل ترحل وبعضهم يحاول أن يؤدب الصوت الذي انطلقت فيه ؟
هل ترحل ولبنان على شفا جرف هار ؟
هل نزور بيروت الجميلة والمثقفة والفنانة والكريمة ؟
إن زرناها سنقرأ الفاتحة على ضريحك ، لأنك كنت علمًا فيها بأصالتك وطموحك ، ولأنك أنجبت السماح والأهل الملاح .