

رباعياتٌ مِن الآخرة!
في تعليقٍ لطيف للشاعر يحيى السماوي على رباعياتي السابقة قال بعد أن أبدى إعجابه بها: الأصحّ أن تُسمّى ثنائيات وليس رباعيات!! فشكرته فكان واحداً من أسباب كتابتي للقصيدة هذه بصيغة الرباعيات مرة أخرى هو أنه استفزّني..
بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنيناوتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا!وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكيعَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسميناوأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباًكأنّا في مشارقهِ رَبيناشتاءاتٌ كأنَّ الصيفَ فيهااذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا!***إنني أروي لكَ الآنَ قصيداكتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدالستُ أهوى في جِنانٍ ثَرَّةٍغيرَ مَن أشغلَ في الأرضِ وحيداانتَ مَن أشغَلَني قِدْماً ولنأُطلقَ الحرفَ جُزافاً او أُعيداآهِ لو تعشَقنُي حَدَّ الردىأقليلٌ أنْ أُسمّيكَ شهيدا؟!***وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُفاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُمُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىًوقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ!واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىًيا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّأهلَكْتَني يوماً فأنقَذَنيرَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ!***مِن صلاح الدينِ آتي بكتابيومِن الناجينَ في يوم الحِسابِ!أنا لا أدري أأحكي عن هوىًام بلادٍ ما حَوَتْ غيرَ الخِطابِ!ما فلسطينُ وما أندلسٌوَهُما نَزْفٌ وبغدادُ كغابِ؟بِحمورابي فَخَرْنا, يا لَنايُحْيي أهلُ الغابِ ذكرى حمورابي!***مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالانُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلاهُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْكَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا!يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍمن حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى!- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا, فاغتنوافاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا!***آخرتي – يا انتَ – نَفْحاتُوهيَ – وأيمِ الحُبِّ – أبياتُانتَ الذي تُهْتُ بهِ أفقاًلولا غداً تَهديكَ سعفاتُ!لستُ الذي ينطقُ عن غَيبٍفَتَرْجفُ العُزّى او اللاتُ!لكنَّها شطحةُ مفتونٍوصبوةُ الناسِ وما فاتوا!***أشواقُكَ عِبْرَ النجماتِمع إطلالةِ ليلٍ آتِتُرضيني وتُناغي شجونيإذْ تَتَدلّى كالنغماتِوتهيبُ بأحداقِ حروفيأنْ تبسُمَ مِلءَ العبراتِلكنكَ لم تزلِ الراضيبِسَواقٍ لا عَذْبِ فراتِ!***كأني بكَ اختَرتَني من حشودِفَرُحْتَ تُهَدِّدُني بالخلودِ!فأنّى ومُؤْنِسَتي وحشتي!وأُكسى الذُبولَ وما من شهودِ؟ألا لا أراكَ الزمانُ هموماًولا حدَّثَتْكَ الرؤى عن صدودِألستَ مَنِ اختارَ بُعدي جزاءاًولَمْ يَرْعَ في كِبَري ضَعْفَ عُودي؟!كولونياآب/ أغسطس 2007