

دَمْعُ الْبَحْر
مَنْ أَطْفأَ الْمِصْبَاحَ في عَينَيكِ وَافْتَرَشَ الطَّرِيقْوَتَعَطَّلَتْ في سَمْعِنَا لُغَةُ الصَّدِيقْفَجَعَلْتِ مِنْ عِشْرِينَ ضِلْعَاً أَو يَزِيدْفُرُشَ الثَّكَالَى وَالْخَطَايَا وَالْحَقَائِبِ وَالدَّوَائِرِ وَالْجُنُودْلِمَ تَلْبِسينَ عَباءَةً حِيكَتْ بِلَيلٍ فِتْنَةً؟قَدْ أَجَّجَتْ فِينا الْخُطُوبَ..وَتَرْجُفِينَ إِذاَ تَخَاصَمْنا إلى رَكْنٍ شَدِيدْكُنَّا نَخَبِّئُ في خَوَاطِرِنا بِدَايَاتِ النَّشِيدْلِمَ تَحْلُمِينَ بِمُتْعَةٍ قَدْ أَرَّقَتْ عُرْسَ الشَّهِيدْوَنَسَجْتِ مِن خَيطِ الْخَيَالِ نَمَارِقَ الْوَهْمِ الصَّفِيقْأَوَتَذْكُرِينَ هُنَاكَ خَلْفَ سِيَاجِهِمْ دَمْعَاً يُراقِبُ نَورَساًفَلَعَلَّهُ يَهْدِي إلى لَهَبِ السِّرَاجِ بِغَيرِ أَنَوَاءٍ تُعِيقْوَتَرَينَ نَهْرَاً دَمْعُهُ في الْبَحْرِ..وَالْغَلاَّتُ تَفْتَحُ حِضْنَهَا لِسَحَابَةٍ حَامَتْ لِتَذْرَِفَ حَبَّهَا بَينَ الشُّقُوقْيَا نَهْرُ مَالَكَ تَقْتَفِي أَثَرَ الرِّيَاحِ وَلا تُفِيقْوَهُناكَ ذِئْبٌ يَفْتَرِي في عَينِهِ حِْقْدٌ عَتِيقْيَا نِيلُ مالَكَ وَالْفُرَاقُ تَنَاوَشَتْ أَقْلامُهُفي جِيدِهَا مَسَدٌ تَفَتَّلَ في أَقَالِيمِ الشَّقِيقْيَا نِيلُ مَوْسِمُ عُرْسِكَ الآتِي بِلا نَغَمٍ وَلَمْ يَكُ يَحْتَوِي شَمَّ النَّسِيمْوَالطِّينُ يُنْزَعُ مِنْ شَوَاطِئِكَ الَّتي كَانَتْ تُكَحِّلُ هُدْبَ أَجْفَانِ الْقُرَىيَا نِيلُ وَالْفِرْدَوْسُ يَسْكُبُ عَذْبَهُ فَرَحَاً مِنَ الْمُزْنِ الْهَطُولْيَنْبُوعُ نَهْرِكَ يَلْسَعُ الْعِرْقَ اللَّئِيمْوتَخَيَّلُوا دلْتَا بِلا نَاسٍ وَلا زَرْعٍ وَلا ضَرْعٍ..وَلا حُبٍّ وَلا دُفِّ الصَّعِيدْوَمَحَابِسُ الْوِدْيَانِ تُمْسِكُ وِرْدَ مِصْرَ..وَمِصْرُ تَنْتَظِرُ الْبَوَاقِيَ وَالسَّوَاقِي لِمْ تَبِلَّ شِفَاهَهَاوَالنَّهْرُ يَشْخَبُ مَاءَهُ قَبْلَ الْوُصُولْيَا نِيلُ مَا لَكَ وَالذُّهُولْهِبَةٌ تَنَزَّلُ هَطْلُهُا غَدَقَاً بِأَنْغَامٍ تُحَلِّي بَسْمَةَ الْمَرْعَى بِأَوتَارِ الرَّحِيقْ *أَحَبَبْتُ فِيكَ بَرَاءَةَ الْخَدِّ الرَّهِيفِ..وِكِسْرَةَ الْخُبْزِ النَّحِيفِ..بِقَمْحِهِ الْمَجْرُوشِ مِنْ كَفِّ الرَّحَىمِنْ حُبِّكَ الْمَجْدُولِ مِنْ عَرَقِ الصَّبَايَا وَالأَيَامَى..وَالْقَوَاعِدِ في تَسَابِيحِ الضُّحَىدِفْءُ الْحَوَارِي كِسْوَةٌ وَالْيَومَ عِيدْتِلْكَ الْمَسَاجِدُ تَرْتَوِي شَعْباً لَهُ هَمْسُ الْحَبِيبْوَرَأَيتُ أَنْفَكَ شَامِخَاً تُقْرِي ضُيُوفَكَ عِزَّةًفَتَنَاوَبَتْ فِيكَ اللَّيَالِي وَاشْتَكَى فِيكَ الْوَرِيدْيَا نِيلُ مَالَكَ وَالْقَوَافِي شَاكَسَتْ كُتُبَ الْجُدُودْفَاسْمَعْ إلى الأَرْضِ الَّتِي اهْتَزَّتْ سَتَلْهَجُ مِنْ جَدِيدْوَهُنَاكَ دَمْعَاتُ الْفُرَاتِ تَمُوجُ لا يَدْرِي لِمَ الأَوْجَاعُ حَاقَتْ بِالسُّدُودْوَيُنَادِمُ الأَهْوَالَ يَنْظُرُ بَسْمَةَ النِّيلِ الَّتي خُطِفَتْ مِنَ الثَّغْرِ الرَّقِيقْلَمَّا اَقْتَفَى زَبَدَ السَّرَابِ وقَادَهُ هَوَجُ الْشَّقِيقْفَبِأَيِّ صَمْتٍ يُمْتَطَى نَهْرٌ عَتِيقْ
* قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ – صحيح البخاري.