

حوار مع الفنانة السورية العتيقة هدى شعراوي

في حوارنا اليوم مع الفنانة السورية الممثلة العتيقة و المخضرمة هدى شعراوي .. وقوف على الكثير مما يجري في الساحة الفنية .. فعن مسلسلاتها و خاصة ( باب الحارة ) و جديدها ( ظل امرأة ) و سواها . كان الحديث و عن الدراما السورية و نجاحها و المافيات فيه تكلمت بصراحة .. لتؤكد أن الشلل في المافيات تعمل و تضر بسمعة الدراما .. و أن الوجوه الجميلة تأخذ دورها و دور غيرها .. عن كل ذلك كان هذا الحوار :
– ما آخر الأعمال التي قمت بها للتلفزيون أو سواه .
– لدي أعمال بالإذاعة السورية حيث أشارك في (حكم العدالة ) و قبل ذلك شاركت ببعض المسلسلات الإذاعية و التلفزيونية ، و كان أهمهم مسلسل ( باب الحارة )و هو من ستين حلقة ، من إخراج بسام الملا ، وهو من المخرجين الكبار ، و في الواقع فقد أتعبنا هذا المسلسل كثيراً ، و هذا ما أدى إلى محبة الناس له ، فكان عند حسن ظن الجمهور ..
أما الآن فهناك بين يدي مسلسلاً اسمه ( ظل امرأة ) أقوم بتصويره ..
– إنه من إخراج نذير عواد و هو لشركة ( لين للإنتاج ) و صاحبها السيد نبيل طعمة ، و المؤلف هو خالد خليفة .. شارك فيه .. و هو يبنى على قصة اجتماعية جميلة جداً تعالج وضعاً اجتماعياً ما .
– و هل المسلسل و دورك فيه يدخل في سياق أدوارك الشعبية المعروفة ؟
– لا . بل هذا من الأشياء الجديدة ، فأنا فيه صاحبة محل في (الشعلان ) و لدي ابن بسيط و طيب لدرجة ( البرمجة ) و يقوم بالدور الممثل ( آندريه سكاف ) ، حيث يعشق إنسانة و يخرج بذلك عن طاعتي ، و فيه الكثير من الحراك الدرامي الاجتماعي .
– و من هي الممثلة حبيبة ابنك ؟
– إنها ( ربا المأمون ) و هي من الممثلات الجديدات الواعدات ظريفة جداً ، و الحقيقة بأن هناك طاقم من الممثلين كبير يشارك في هذا المسلسل ، منهم عبد المنعم عمايري و كاريس بشار و نضال نجم .
– ترى ما سرّ نجاح ( باب الحارة ) هذا المسلسل الكبير الذي يعرض حالياً كذلك ؟
– هذا العمل هو من القصص الواقعية القديمة التي يتوفر فيها النضال و الكفاح و النخوة ، فيها الصدق و فيها الإنسانية كما توجد فيها المحبة التي تطغى على جلّ المسلسل ، المسلسل هذا يتضمن ما هو شعبي و كوميدي ، و أمور أخرى و هذه المسلسلات من نوعيات كهذه و من إخراج بسام الملا أعجبت الناس ، و عملت صدى في البلد ، و كذلك خارج سورية ، لأنها تتكلم عن الواقع ، و الناس أصبحت بحاجة لأن ترى أشياء تراثية قديمة .
بالإضافة لذلك فإن كل ممثل كان يعمل في هذا المسلسل يعمل على دوره الحقيقي بشكل صحيح و متقن .
– هل أنت من الدراما الواقعية أم الفانتازية مثالً ؟
– أنا أميل جداً للواقعية ، و مع ذلك فمن الممكن أن يرى المرء الفانتازي و الواقعي ، و لكن ما يجب قوله أن جمهورنا العربي يميل أكثر للواقعي و ليس الفانتازي .
– إذاً أنت دائماً مع معالجة مشاكل الواقع بدلاً من العودة إلى الخيال ؟
– طبعاً .. و ما حاجتنا للخيال ، ليس من ضرورة للخيال ، نحن بحاجة لمعالجة الواقع بشكل جيد .
– و هذا يؤكده أن أهم كاتب فانتازي و هو ( هاني السعدي ) ذهب لكتابة المسلسلات الواقعية مؤخراً
– نعم لأنه وجد أن المسلسلات الرائجة في البلد التي يحبها الجمهور هي للواقع و من الواقع ، لذلك ردح يكتب المسلسلات الواقعية .
– أتعتقدين بوجود كتاب للدراما جيدين في سورية ؟
– بالتأكيد فهناك كتاب دراما جيدون و كثر ، و لكني لن أصفهم حتى لا يتضايق أحد دون الآخر .
– المخرجون .. من منهم لفت نظرك أكثر ؟
– تعاملت مع الكثير من المخرجين منهم الأستاذ بسام الملا و نجدت أنزور ، و هيثم حقّي و رياض ديار بكرلي و نذير عوّاد ، و إن نسيت أحداً فليسامحني .
– المسرح يبدو أنه لم يعد همّ أحد منكم ؟
– صحيح لأن المسرح أضحى للشباب فقط .و لم يعد يعالج الواقع ، و أنا أعرف أن المسرح هو الإعلامي الأوّل ، و هو مثل الجامع ، و من يدخله كأنّه يصلي ،
أمّا الآن فالوضع اختلف ، و أنا في الواقع لم أعد أعمل بالمسرح لأني لا أجد النصّ المناسب
– المسرح القومي يهرب من ذلك إلى النصّ المترجم .. فهل هذا يحلّ المسألة ؟
– من الممكن .. إذا النصّ المترجم فيه معالجة و أشياء جيدة و واقعيّة لماذا لا .. و لكني أميل للكتابة من الواقع .. رحمة الله على الأستاذ أحمد قنوع كان يكتب من الواقع ..
– الآن لعلّ هناك مسرحاً كوميدياً في سورية ؟
– نعم يوجد .. و لكن بعد ذهاب أحمد قنوع و هاشم قنوع و عمر قنوع لم يعد موجوداً .. و هذه وجهة نظري ، ولا أستطيع الحديث في ذلك أكثر .
– هناك من يقول بأن الدراما التلفزيونية الآن قد أكلت كل شيء من أنواع الدراما الأخرى
– نعم .. و قد تخطت الجميع .. و خاصةً السورية منها . فأنت لا تفتح على فضائية إلا و تجد مسلسلاً سوريّاً .. و لكن وجود علّة واحدة .. و هي تكرار نفس الممثلين في جميع أو معظم المسلسلات .
– لماذا يا ترى يا سيدة هدى ؟
– سأكون صريحة و أقول أن هذا التكرار موجود لأسبابهم الخاصة .. فمثلاً إذا جاء دور للأب يأتون بممثل صغير يكبروه و يعطوه الدور .. لماذا هذا يا شباب ؟ أو دور الأم كذلك يأتون بفتاة عمرها / 25 / سنة و يعطونها دور أمّ ..و هذا ما لا يقنع الجمهور .. مع وجود أمّهات كثيرات في الوسط الفنّي .
– طيّب ، لماذا كل ذلك ؟
– لا أعرف ، يبدو أن هناك محاولات لإلغاء الممثلات القديمات ..
– هل يعود ذلك لوجود مافيات و كتل فنية ؟
– هذه المافيات لا تسأل عنها .. لكثرتها .ز فهي موجودة بشكل يقال عنها الله أكبر فكل مخرج له مجموعته ، و ليس المنتج .. و هي التي تتكرر و في كل مسلسل ..
– و هل من عوامل أخرى تدخل في هذا الاتنقاء ؟
– لا أستطيع لأن الممثلات الجديدات مثل بناتي من الشباب كأولادي ، و أنا أحبهم جميعاً و فيهم الموجودين ، و حلوين و اسم الله عليهم ، و لكن الجمال يخدمهم بشكل كبير .
– من تتوقعين من الشباب أو الشابات سيكون لهم المستقبل ؟
– هناك الكثيرات و الكثير ، لا أريد أن أضايق أحداً ، فلا أستطيع التكلم بالأسماء .
– و هل أنت مع التخصص في الفنّ ، و الدراسة الأكاديمية ؟
– هناك الموهوب و غير الموهوب ، فهناك من هو دخيل على الفنّ ، هناك فنّانة و هناك متفننة .
– و ما قصدك بالمتفننة ؟
– كفاك إحراجاً لي .