الأحد ٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم تغريد كشك

حزن البنفسج الغائب

أستحضر في ثنايا روحي الغائبة

وراء عتم النظر

عالماً صنعته كلماتي

تعرجات الطريق الطويل

تخفي بعضاً من ملامح الرحلة

أنسج تفاصيل الغربة خيالاً

لا يتقنه غيري

أراه مصحوباً بالدمع تارة

وتارة بالدموع

وهذا الرفيق البعيد

سكن نفسي مرة

ابتسم لي

داهم قلب القضية

سكن بسره داخل عوالمي

دلل خطواتي المتعبة

يأتيني الآن طيفاً

طفلاً يكبرني بأعوام

يضيء بصمته

عالم الأسرار والوهم العظيم

يعود بي صوت تأملاته

إلى ايقاع الحياة الأولى

يطول بنا السهر

تبكي شموع عتمتنا

أنغامنا هديل حمام

عودة الى البراءة البدائية

كان استحضار القضية

إدماناً لا تبرأ منه نفسي

حلماً وددت كثيراً لو أصحو منه

عالماً مجنوناً يضيء عتم السهر

كلمات سرية غير مفهومة للسجان

بيانات ونداءات يخطها القدر

بأنامل مقاوم

بريشة فنان

صوت الرصاص

يأخذني الآن إلى البعيد

إلى تلك الأماكن السرية

يتآلف الصوت بصمتي

تتآلف الخطى بالظل

صوت رفيقي ينادي

لا صوت يعلو

فوق صوت الإله

كنا نمارس طقوس عشق الوطن

نتراقص كالفراشات

قرب لهب النار

يده تلامس يدي

خلف سور المخيم البعيد

يحتضن بكفه

رعشات شوقي للموت

أستيقظ صباحاً

من أحلامي الباقية سراً

أغسل وجهي بماء السماء

أجد رفيقي هناك

قمراً ملوناً

يحفظ تاريخي القادم

يحفظني جنيناً

داخل رحم الموت

الآن تسكنني الصورة

تسكنني ألوان وظلال

تصمت أعماقي

تتماوج في ثناياها الأحلام

يهزني الشوق إلى نداء

طيف بعيد

أعود الآن مرة أخرى

أكتب على الجدران أحلامي

أرسم طيف رفيقي البعيد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى