

تنوين المنادى في الضرورة الشعرية
سألني صديق:
قال شاعر:
فيا سعدًا سعدت وأنت حروهم تعسوا عبيدًا مزدَرينا
كيف جعل (سعدًا) منادى منصوبًا، وهو علم مفرد من حقه أن يكون (يا سعدُ)؟
ج-
يجوز لنا في الشعر أن ننون المنادى المبني على الضم – سواء أكان علمًا مفردًا أو نكرة مقصودة، ويكون ذلك بتنوين الضم، نحو قول الأحوص*:
سلام الله يا مطرٌ عليهاوليس عليك يا مطرُ السلام
فقد نون (مطر) الأولى للضرورة الشعرية، ولم يُضطر إلى التنوين في الثانية.
كما يجوز أن نجعل المنادى (الذي من حقه البناء على الضم) منونًا منصوبًا، نحو قول عَدِيّ بن ربيعة (أخي المُهلهِل):
ضربت صدرها إليّ وقالتيا عَدِيًا لقد وقتك الأواقي
(أي حفظتك الواقيات من كل أذى)
هنا نعرب (عديًا):
عدي- منادى مبني على الضم في محل نصب. (وقد نونه الشاعر، فجعله منصوبًا ليشابه المنادى المعرب المنون بأصله - كالنكرة غير المقصودة، أو الشبيه بالمضاف).
ورد ذلك في لغة العرب سماعًا.
يقول ابن الرومي:
يا عليًا و يكنّىبعليّ عِش مُوقّى
* إفادة:
البيت: سلام الله يا مطر عليها...
حكي أن الأحوص بن جعفر الشاعر المشهور كان يهوى أخت زوجته- نخلة، ولا يفصح باسمها، وكانت هي لا ترضى به، لأنه كان دميمًا، فتزوجت رجلاً من العرب اسمه (مطر) فاشتد بالأحوص الغرام، فباح به، وأنشد قصيدة منها:
سلام اللّه يا مطرٌ عليهاوليس عليك يا مطرُ السلامفطلِّقها فلست لها بكفْءوالا يعلُ مفرِقك الحسام