

بيني وبين الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي
(1)
يقول الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي في قصيدته (لن أنساكِ):
يا حلوةَ العينينِ لنْ أنساكِحتى ولو أصبحتُ في النُّسّاكقد قيلَ: إنّ الصّخرَ فيه قساوةٌوالصّخرُ لي قد قالَ: ما أقساكِ !بالأمس كنا موجتين تمازجافي روضِ أحلامٍ شهيٍّ زاكيفإذا الذي ما بينَنا بكِ قد غدامن جفوةٍ وتنافر ٍ ، وتشاكيفإذا مررتُ بقربِ بيتِكِ مرّةًورأيتُ طيفَكِ من ورا الشبّاكِسارَعْتِ في إخفاءِ حالِكِ عنوةًوحَرَمتِني نظري إلى مرآكِفأظلّ أنطرُ من مكاني واقفاًمتشاغلاً كي ترجعي وأراكِلكنْ أخافُ من الوقوفِ تحسباًمن أنْ تراني أمُّكِ ، وأباكِفأروحُ أصفِرُ في الطريق تحرّشاًفِعْلَ المراهق في الصَّبا بصِباكِوأصيرُ أنظرُ من ورائي خِلسةًوكأنني أبغي أشوف أخاكفأراكِ تسترُكِ السّتارةُ خلفَهافِعْلَ الغمامِ بنجمةِ الأفلاكِفأسيرُ كالأعمى كأنّي لا أرىأحداً على طولِ الطريقِ سِواكِفإذا خفِيتِ بمُنحنىً عن ناظريأمشي بإصغائي لوَقْعِ خُطاكِحتى إذا غُمَّتْ خُطاكِ يسيرُ بيمن حيثُ سِرْتِ على الطريق شَذَاكِ
وعلّقتُ مرتجلاً على القصيدةِ :
الشاعر الباهر الأخ سعود الأسدي،
تبهرنا شعراً رقيقاً رائقَ الأسلوب بهيَّ الصورة رقيقَ الحاشية رهيفَ الاحاسيس:
ماذا فعلتِ بشاعرٍ يهواكألقيتِهِ في ذارياتِ هواكِهيّجتِ فيهِ بلابلاً محبوسةًبينَ الضلوعِ براسفاتِ شِباكِلعبتْ بهِ شوقاً صبابةُ عاشقٍحتى رأى الأطيافَ حلوَ لقاكِفالريحُ عطرُكِ سارياً بهبوبهِوالنجمُ في لمعانهِ عيناكِيا واحةَ الشعرِ التي قد ألهمَتْهذي الفرائدَ منْ هوى ذكراكِأنتِ الإلهةُ في معابدِ حرفهِفسجودُهُ وقيامُهُ: "أهواكِ"ماذا دهاهُ ، هو الحصينُ بلُـبّهِ ،حتى استحالَ على صداكِ الحاكي!لا بدَّ منْ شكرانِ معشوقٍ روىكأسَ الحبيبِ قصـائدَ الأفلاكِوسعودُ ياصَبّاً ومحمولاً علىعشقِ الرويِّ برقةٍ ، وتباكِأطربتنا منْ مُرهفاتِ قصيدكمفجثوتُ في الأبياتِ كالنُسّاكِ
مع حبي وتقديري لشاعرنا الكبير سعود الأسدي
عبد الستار نور علي
وقد أجابني :
الشاعر الكبير
والأديب الأثير
الأستاذ عبد الستار نور علي
تحياتي عاطرة
تطير إليك من سماء الناصرة
أخي الكريميأتي شعرك كالعيدفي أحلى المواعيــدوتتراقص أبياتك كالغيدبثـــوب العيش الرغيدفأجدني حائراًأأقتحــم اللجةأو أتذرع بالحجّةبأنّي ضعيف منينوقد تملّكني كالعَوْد الأنين
ولكن وتبعاً للمثل القائل :
إن علق الحر ما يلبط
فقد شجّعت نفسي بعد أن طارت شعاعا
فقلت مرتجلاً وشدوتُ عجِلاً :
يا عبــدُ بل يا سـيّـدَ الأملاكِبلُقاكَ أفلتَ من يديّ ملاكيأعليتَ برجاً من قصيدكَ شامخاًفغدا يناطـــــحُ قبّةَ الأفلاكِوأنا بنائي صار بيتاً واهياًوبدتْ شروخُ الصخـر في مِدماكيولربّمـــا يهوي لأوهـى هـزّةٍفوقـي فأغدو فيـه دون حراكِوإلهةُ الشعــر التي قد غادرتْإن أقبلت يومــاً أقلْ بشراكِلكنّها هجرتْ بعيـداً وانتحيقلبي ونفسي في أشدِّ عراكِنفسي تحدّثني لتغرقَ في الهوىوالقلبُ من وجعٍ يقول : كفاكِوطموح نفسي لا يزال مُساوريأرضـاه حتى لو سعى لهلاكيوالحبُّ أشرفُ ما يكونُ رغيبةًمُلْكٌ ويفضلُ سائـرَ الأملاكِوأنا أقول لكل غانيةٍ سمتْنفسي وقلبي بالغرام فِداكِوأراك َيا (ستّارُ) مثلي في الهوىولأنـت رأس عصابـــةِ الفُتّـاكِ
ودمتَ راعياً للظرف واللطف والأدب
بإخلاص ومودة واحترام
* جرت هذه المساجلة الشعرية في مجلة المثقف العدد: 1539 الجمعة 08/10/2010 4/5/2011
(1)