هُناكَ حيثُ تَركْتُهُ وَحيدا
مَصْلوبا على حائِط الذّكرَيات
مُقَيّدا بالثّواني المَشدودةِ في الذّاكرة
يَتفَلّتُ مذبوحا بِسكّينِ النّدم
يَتخبّطُ مَمْسوسا بِعِفْريتِ الْعِشق
وأنا أجْلِسُ مِنه على مَسافةِ صِفر
أرْتَدي ثَوْبَ الأمَل
قريبةُ الخُطوةِ
بَعيدةُ المنالْ
وعلى جَمْرِ الهَوى
أُشْعِلُ نارَ الحَنينْ
وأَزيدُ اللظى
بِنفثةٍ لَذيذةٍ على نارالبُعدْ
مِن رَمَقِ الرّوحْ
أطْهو مَشاعِرنا
في قِدرٍ منَ الحُبْ
أُبَهّرُها بَعبَقِ عِطرِيَ الفَريد
وبعدَ أنْ تَنْضُجَ جوارِحُنا
وكلُّ مَلَكاتِنا
أَسْكُبُ قَصائِدي رُويدا رُويدا
في مَسْمَعَيه
بِهَمسِ القَوافي
ورَجْفةِ شَفتَيّ
فَتَسْتَسْلِمُ أقلامُه
أمامَ سِهامِ حُروفي
وتَرْكَعُ صَفَحاتُه مَسْلوبا حِبْرُها
تُقَبّلُ أرْضَ لُغَتي
وتَرْتَشِفُ الحِبْرَ مِن ثَغْري
فيَغْرَقَ في روايةٍ أبْطالُها
عَيناي وحِبرها كُحلهما الأسْود
وأحْداثُها رُموشٌ
تُطَوّعُ النّجمَ في سماءِ الحُبّ