

السكسفون المُجَنَّح
توطئة
قصائد ونصوص هذه المجموعة كُتبتْ عِبر سنوات من حياة بوهيمية لم تخلُ من حرارة وجمال وعمق رغم الأسى والفقر وكوابيس الحرب ولهذه المجموعة مكانة خاصة في روحي لأسباب عديدة، منها أنها ديواني البكر الذي لم أستطع طبعه حتى بلغتُ الرابعة والأربعين ومنها أنني حاولت فيه التوليف بين شعر التفعيلة والنص النثري في مرحلة كان فيها شعر التفعيلة في أوج صراعه مع ما سمي بقصيدة النثر، هذا الصراع الذي - بتقديري - لم يَخُضْ فيه ببراعة وحكمة وإفحام منقطع النظير كما خاض الشاعر والناقد فوزي كريم في كتابه النقدي الفذ (ثياب الإمبراطور) وكذلك لديواني هذا قيمة خاصة في روحي لأنه أتى والعالم يحزم أمتعته للإنتقال الجدِّي من بيت الآجر والقرميد والطابوق إلى بيت العنكبوت! وأعني الشبكة العنكبوتية وكذلك فنصوص الديوان هذه هي آخر ما أرسلتُ للنشر في الصحافة الورقية إذ نشرتُ أغلب قصائد المجموعة في مجلات أدبية ثقافية كمجلة الإغتراب الأدبي للشاعر صلاح نيازي ومجلة اللحظة الشعرية للشاعر فوزي كريم ومجلة الثقافة الجديدة ومجلة الناقد اللبنانية وغيرها من المجلات والصحف التي كانت تصدر في المغتربات وهناك أمر آخر فقد حصلت عدة أخطاء طباعية في الطبعة الأولى مما أربك بعض المعاني المتوخاة ونظراً لهذه الأسباب وغيرها رأيت أن أعيد طباعته ولا يفوتني هنا أن أشير للشاعرين الكبيرين اللذين غادرا العراق إلى إيران في نفس الفترة التي غاردتُ أنا وهما جمال مصطفى وحميد العقابي وفضلهما الكبير في تقويم قصائدي ونصوصي هذه فقد كنت أرسلها لهما بالبريد من ألمانيا إلى الدانمارك حيث يقيمان وكانا يردان عليّ بكل كرم ولطف وصبر حيث لم يكن لي هنا في ألمانيا صديق واحد من الشعراء!
وبما أن نادي الرافدين في برلين سيقيم لي في الفترة القادمة حفل توقيع كتاب أقدّم من خلاله مجموعاتي الشعرية الأربع ورواية: حديث مع ربة الشفاء، والمجموعة القصصية: النهر الأول قبل الميلاد وأتحدث عن ظروف تأليفها وعن الشعر والوطن والمغترَب، فقد وجدتُ من المفيد أن أنشر هذه المجموعة في الإنترنيت وبقية المؤلفات تباعاً...
مع الشكر الجزيل للجميع.
المجموعة الشعرية الأولى
السكسفون المُجَنَّح
بوهيميا الحَمام
*** *** ***
- 1 -نهراً بجنحٍ من أزاهيرٍجناحي يستطيلْ،غجراً بفوضى اللونِينتشرون ما انتشرالهديلْ.- 2 -قمرٌ ولكن ليتَهُ جيرانُنا،جيرانُنا نأيُ الحَمامِولاتَ حين نوافذٍغيرُ المُدام !- 3 -متحمسونَفكانَ في الأمداء مسعىلكنما البحرُ الذي ركبوُهُ- لايدرون -ضَمَّتهُ العواصفُطارطاركثوب أفعى !الثلاثاء***- 1 -ماذا إذا عَبَروا التخومْمِن دائرينَوجنَبهُمْ لوحٌ بهِأوقاتُ إقلاع الغيوم؟- 2 -النخلُ في الأفق الخَضيلْرَبٌّأطاحَبهِالهديلْ !- 3 -صيفٌ … رصاصْمُدُنٌ … رصاصْهذا الرصاصُأراه مزروعاً على جسديثقوباً فوقَ نايْ !سباق الخيل والعَبَراتْ*** *** ***هل أطلعَ القصبُ الإوَزَّعلى طوّية قاربي حتى يضجَّ؟ولو دعتني النفسُأوقفتُ القواربَ كي تراني،لو دعتني الريحطوّرتُ الحكايةَ،قلتُ: إني سابحٌ،بيدي زمامُ الضفَّتينِفلا أهاب وشايةًمن طحلبٍ ضَجِرٍولا ترنيمةً من معزفٍ عَطِرٍولا حتى السنابلَوهي تترك جَذْرها يقفو دمائيإنه شَغَبي النخيليُّ المدىإنْ تلغِهِ يفرشْ سجاجيدَ الشظايا،تفتقدْكَ هداهدُ القمر الشرودمع الصدىفاليكَ عنكوسِرْ اليَّوليس عنواني سوى...إِلاّ...عداكَلَّ النواعير الغريقة،كلَّ حرفٍ ضَلَّ ذاكرتيفطوَّبَهُ فراتُكَ عاقلاًلا يستعيرُ مسلَّة الصبواتِ،دمْلَجَهُ غيابُكَ بالصدأْحتى ابتدأْ...يرتاب،ترجع صبوتي ورقاءَ كالأحزان،غصنٌ لا تنيرئتي تفاتِحُهُ برفّات اليماموكيف تقتبس الشموعُ ضياءَهامن جمر قلبيكنتُ حتى قبل ساحاتٍأُجيدُ الذكرياتِفلا أسير إلى ملاكٍلا يُرى بالعين والشرفاتحتى فاض نهر القافياتِوليتها قيلولةٌ في القاعثم تفيض كأسي...قلتُ: كنتُ مخضرمَ العَبَراتِمقتدياً بخيلكَفأنتهيتُ لأرضِ فارسَساكباً دمي والقناديل َاحتراقي السرمديُّ أضاءَ طهراناًفاعطيتُ الامانَ لكلّ ساعٍ،طُفْتُ ( مَشْهدَ )في القرون المعتماتِوكلُّ عينٍ مثل عينيليس يملأها سوى حلمٍتكاد الشام لا تنساهُثم ابتاعناوالغرب حاضرةٌ تكرَّمَ دربُهافأضاعنا !وأضاعَ سرباً من منافيينبيكَ ما لاقى كفافيأفكان زالْ؟أفذاك فاوستُ المخلَّدُحيث لا حجرٌ ولا تمثالْ؟وعلقتُ ثانيةً بأهداب السؤالْورأيتُ ثََمَّ اللهْوسمعتُ ثَمَّ اللهْوشَممِتُ ثم الموتَ زهراً يانعاًيمشي فيتبعُهُ نداه ْلو أيقظ الامواتَ بالباقاتِأطفالٌ حيارى في المدينهْلَسَمَتْ بلادُ النهرحيث النهر بحرٌ لم يزل فَي المهدِساعاتٌ...وتسبح قامةُ الصبح الحزينهْمن طارحٍ عنها السُّرىومطارح العشاقعطراًكي يغازَلَهُ مغازلةً ضَروسْأو واحةً لعبتْ على ريحانهاخُضرُ النفوسْوتَزَيَّنَتْ للطير ساقيةٌ !فهل أنا كاتبٌ حقاً دواري الحلوَأم حزني المُعرّى؟ليس الفراش’ جميع ما يخفي الهواءوراء غابتهِِ الشفيفةفالظباءُ تطلُّ عصراوكأنَّ منضدي بَرارٍوأنتظرتُ ظباءَهاشعراً يمُتُّ إلى النساء بغبطةٍوالى مدائنَ - لم يشاهدْها -بذكرىشعراً يمتُّ إلى العراقِ بدجلةٍوالحربُ تلوَ الحربِ تترىأنا قادمٌ حزناًوهم يتهامسونْمازلتُ أسمعهموها هو ذا النهاروالحقل يلغط بالخضار،سمعتهم يتهامسون،عرفتُ ما قد سوّلتْلهم الحجارةُإنهم ينوون رجم القادمَ التاليوما فيَ الدرب غيري أناوغير بقيةٍ من بعض شيءٍلستُ أعرف كُنْهَهُأدعوك من قلقٍ إذنْأدعوك لقِّنّي الرمالَ وعثرةَ الأجيالِلا تتركْ هضاباإلاّ وسيَّرْها سحابا !وأنا هنا أدعو السراب وإنماأدعو لقُاهُ لِما تعشَّقَ فيهمن دُرر المحارْأدعو اليك حمامةً بيضاءَ من فرط النهارْأدعو اليك مقامتي الأولىوهل رئةٌ كما ضفةٍ؟وهل ضفةٌ كما وترٍ؟وهل أدراك ما أدراكَ؟أملينا الجراحَ على الطفولةِ،تستعيدك حيث تحنووالزنابقُ حالماتٌ بانقضاض فراشةٍ !هذي شظايا من أقاصيصٍتمنُّ بها الرياحُ على شراع المُبْعَدَينَفراحَ يغرقُ ,تضحك الأسماكُوهي تدُلُّ غارقَنا على أفقٍنما في القاعِحتى لم يعدْ في الوسع إصغاءٌ لناي !بيني وبينك صيحةً خطرواتجاه الموت والمجهولِملءَ أناهمُ يهوون،مِلءَ أناكَمِلءَ أنايْهم طالعون من ارتعاشاتِ الغلالْأسماؤهم أدواؤهم ْوجنانُهم حرمانُهم ْورياضُهم أنقاضهم ْإن كان موعدُنا غداً صبحاًفانّ الضوء سالْأفلستَ رُبّاناً......؟تعالْ !رايةٌ مُغْمَضةٌ*** *** ***لا شفاءَ للَهِّم المعتَّقِواقفاً أسير علىغير هدىً،كجناحٍ معتصمٍ في طيّات مرفأٍوَعِبْرَ هانوفر ما !هامبورغ ما !أسير مصطحباً خطاي لا غيرساعتي تُشير إليّ وأربعين دقيقةًخطاي، خطاي المثابرة على اليأس !مئات الأفكار خطرتْ بباليفي المسافة القصيرة ما بين بيتيوبين السوق،ليت نقودي بعدد أفكاريفأشتري ما أشاء من صناديق النبيذ !ميقات الثمر*** *** ***في هذا القلبِ، تشبُّ النارْوتشبُّ النارْفي هذي الدارِتركتُ الدارْتصّاعَدُ منها ألسنةٌ من أزهارْأزهارِ الحبِّوأسرابُ حمائمَ حائمةٍأدْهَشَها اللحنُ الهاميمن أنباضِ الينبوعْوانداحت مرآةٌ عند ضباب الأفقفيعدو الناسَوتّسابقُ والغزلانَفلولُ الغيمفألمحُ قلبي المشبوبَ يُشعُّووسط النار يضوعْأقنعةٌ تسقطُ،أسماءٌ تتداعىلا يمكثُ إلاّ عُشٌّ مبنيٌّمن رفرفةٍ وصداحْلا تمكث إلاّ الذكرى في الساحْ:كان البلبل فوق التينةِيتعجَّل ميقاتَ الثمرِوكان صحابييعنيهم ما يخفي وأخفي،كُنّا كصديقين.على ضفةٍ سائرةٍكَبُرَتْ ذكراهافلثمتُ صداهاوسعيتُ الى طاولةٍمُثْخَنَةٍ بالأقداح !حزن يجهله القاموس*** *** ***ما قاد دماءَكَ للشعرِ؟أَدبيبُ الخمرِأم أعماقٌ تلمَسُهافي آناءِ الليل وأطرافِ الفجرِ؟أم خيباتُ الحبِّ !؟أم لحظاتُ خيار صعبِ؟أم خوفٌ مِنْ وعلى وطنٍ مَغتَصَبِ؟أم أخطاءْ؟أم كِْبرٌ وإباءْ؟أنا محزونٌ منذ نعومة أشعاريفي قلبي الحالم بالثورةِيكمن حزنُجميع الأشياءْيجهلهُ القاموسْحزنٌ يوقف بندولَ الفانوسْ !ذرَّة الشعراء*** *** ***المرض والجوعفعلان مساعدانولكن على الغضب حَدَّ الذَرَّةِفأين هي ذَرّةُ الشعراء؟لو كان بيدي سيفٌلشطرتُ القمرَ إلى نصفينوالنصفين إلى أربعةوالأربعة إلى ثمانيةوالثمانية إلى ستة عشروالستة عشر إلى ملايين الدموعتضامناً مع أطفال النخيل.أنجم ٌ كالجروح الطرّية*** *** ***إنها الحرب تغليولا سامعٌ يسمعُولا نسمةٌ تلمعُسوى سنوات المحال الثمانيوأخرى تلتهاوأخرى غداً تتبعُفعلى أيِّ لحنٍتودّعُ أشياؤنا أرضَها النَيِّرهْ؟وكيف تُصلّيووجهُكَ ولّيتَهُ صوبَ دجلةَهل تصطفي قِبلةً سائرهْ؟أنجمٌ كالجروحَ الطرّية تقطر،أدمعُها الحمرُ تهطل كالشذراتِكدمعي وما أكثرَهْ !أَعنّيفاني وأَيمِ الشوارعِ في بوحها والمعابرْوأيمِ العذاباتِلاقطةً حَبَّها حيث جاع المسافرْ.تخلّلْتُ جرحَكَباباً فَبابْفانتهيتُ الى أُفُقٍ قد سمافاذا بَجَعٌ هالني صاعداً للسحابْبجعٌ يتهاوى بمرج الدخانِعلى حين غَرَّهْفيلفظ أنفاسَهُ دُرَّةً بعدَ دُرَّهْ !جذورٌ شاهقة*** *** ***وراءَ البابِيُقعي الليلُيَنشد رؤية الأسرارِ،يا ليلاً ضبابيّاً،ليلبسْ قلبُك المنهوكُنظّاراتِ ساحرةٍولو حلمي شراعٌ راجعٌبالغَمْر نحو بدايةٍ أُخرى،قِفا نَمضِ........وكانَ دمي الدليلَ بعتمةِ المسرىوكنتَ سألتنيعمّا دعا الأشجارَ للإقرار بالظمأَ الكبيرفَرُحتُ الصقُ غيمةً بالصمغفي أفقٍ يشير الى مغيب الشرقِ،أعبرُ قامتي،تجتازني الأسواركُنتُ سأمتُهافي كل طور كُنْتُهُ:سكرانَ أم يقظانَ أم ما بينَ بينَ !ومثلما وترٌ هو الشريانُأعزفُ صبوتين عليهأعزف عالماً بأصابع الغابهْمساجلة على باب غرناطة*** *** ***قد طابَ للأمير والقُوّادأنْ يحلموا،أنْ يكتبوا،أنْ يخرجوا من أطوارهم،من باب عُشِّ الببغاءْوللجواري أنْ يرينَ الطفلَفي همهمةِ الريحِكمرعى بسمةٍ بريّةٍ مُسْتَفْسِرَهْوكلُّ هذا كانْتزاوجَ الخفافيشْفي الظلمةِ الطاهرهْ !ها إنهم يرحلونْوالشاعر الليلةَ يرتجفْويرقب الراحلينْآمالهم عريضةٌ كالطبولْوحين عاد الشتاءْماذا وعى الشاعرْ؟تناثرتْ اشلاؤهُكختمةٍ شمعية حمراءْتغلق بابَ النملْغرناطةٌغرناطةٌلو أنهم أدركوا ما الجرحالذي يبني دم الشاعرْلكنمالكنمالن تثقبَ الأحلامُ أقواسَ السحابعاد كذا الاميرُمسرورَ الدُمىوضاحكاً وعارياًوضاجع القاتلَ والمقتولْوحَدَّثَ الناسَ عن الفِراشْووحدةَ الفصولْلا تنصح الشاعرَ بالقفزِ من الأسوارْلا تنصحِ الاميرَ بالعدولْ... !صيغة تفضيل*** *** ***أنقى من الهواءدخانُ طاغيةٍيحترق.حكاية قلم*** ***فَرَّ لوركابعدما راموهُ شحّاذاً بعُرْسِهْثمّ في الحانةِ قد ماتَمُسيحاً قَلَقَهْفتذكّرتُ بأنَ القلمَاصطفَّ مع القاتلفاستأذنتُ لعناتيلأبدو خارجاً منيأنا مَن كنتُ رَحمَ الورقَهْ !آخر القطاف*** ***أعوامٌ بلا مفاجآتٍأزفرها تجاه سماء تموز الصافيه.في ذهني مراكب صيدٍوخمرٌ وتبوغحيث تتبدّد على مدِّ البَصَرجزرٌ حمراء كقطرات دمٍلطائر بحريٍّ جريحٍوغيمةٌ تأتي من بعيدٍ،تهبط لتتزوّد بالماء والأسماكوقد تستريح ليلةًوفي اليوم التاليأوْدِعُها بعضَ غربتي لتواصل السفر.أناَ البحّار الخاسرخسرتُ المرأةومن قبلُ اكتشفتُ زيفَ الصديقوها انا أوشك أنْ أخسر الوطن !الصباح يتبعني على رؤوس الأصابع*** *** *** *** ***نائمونسوى عاهرات الطريقيضاجعن أعمدة الكهرباء،وما هي إلاّ تناول شايٍوردَّدَ ثغرُ الصباحِسعالَ العصافير،والليل بقّالْيُلَمْلِمُ كلَّ النجوم ويوصد أبوابَهُها أنا في الدروب،تفحَّمَ وجهي بصوت الغُراب المسافر توّاً !وفي النهر أرمي حَصىًفتنمو الدوائرُ في النهر كالطاولاتومن زهرةٍ في الضفاف لأخرىيطير الندى حشراتٍ صغيرهْولكن أنامَن يكون شهيداً بوقعٍ كهذاإلى أينبل فيمَ أصهر وقتي؟تطاولتُ،أغمرُ كلاًّبخُصلات صوتي !إنعتاق***قلبيلمّا تزَلْ سيّداً للكآبةِإني سأرميك في ( سانت باولي )مقاطعةِ العاهراتْفقد يحسبونك سِّيدَ قومٍفتمسي سعيداًوأمضي انا دون قلبٍلعلّي أحسُّ - ولو لحظةً - طعمَ هذي الحياةْ !-----------------
سانت باولي: إحدى ضواحي مدينة هامبورغ (*)
بكاء***- 1 -قلبي يبكي منذ نعومةِ أَضفارهْ !كانَ المرجوُّهو البحث عن المصباح السحريِّولقد شاركني الرأيَ الصيادونَفَهُمُ أيضاً ماعادوا يثنون على البحر !- 2 -أَتَذَكّرُأتذكّرُلكنَّ قطرات دمعي المتساقطةحاذقةٌ في العزفعلى البيانو !أنامل رعوية*** ***لم يكن لسفينة مِلحٍأن تلاحق غيوماًَ عذبة.عطر الأوراد رغم الدماءكان موغلاً في تفتّحِهِوالنخلاتُ نافورات ماءٍ أخضركمدىً يتوسّدُهُ رحيلُ يماموعلى هذه الدوحة بالأمسأناملُ رعويةٌرأيتُ إليهافقلتُ: يا شوقُ،فاكهةً تعال نسمعوتعالَ نشمُّ نواقيسكُنْ حُرَّاً كرؤىً في مهجةِ تمثالْقبل نحو ثلاث قلاعٍ*** *** ***دفعتُ ظلالي أشرعةًكان صوتي يطوي ممالكهاوالمهالك مزدهرهْربما إنني الطفلُهمتُ بها قبل أن تُنهيَ العدَّ للعاشرهْ !قال: ها هي تعبر دونكَ ,ثم انبريتُ لافتحَ بعضَ الرسائلبحثاً عن الأوجه العابرهْومن ثم المح’ مليون عينٍ مسافرة في الهواءراح يرتعش الخيزرانْوتخفق في الكأس أعماقُ مرجانْويُقتل انسانْ !قبل نحو ثلاث قلاعٍترفُّ عليها اللّقالقُأشرعةً من غيومٍ تُشعُّاعتصمتُ بهاويةٍ،كنتُ أَملّتُلا أعرف المنتهىغير أني خلعتُ السكينهْمبتدئاً بالبكاءلأفسدَ أفراحَ هذي المدينهْ !وقد أستفزُّ القمرْ ,حفيفَ المياه إذا ما صباوخرير الشجَرْ......عالمٌ لم يزلْ غامضاًطالما عادَ بيْفاستمعتُ لوقع الأَثَرْ !إمرأةٌ في الثلاثين من عمري*** *** *** ***ولكن لن يضيرنيفحتى إذا وَجَدْتُني واقفاًوظلي سكران يترنّحفسأَغُذُّ السيرحتى أُهدي لأعشاب الحقولباقاتٍ من الخرفان !وفي الليلحيث النجومُ مساماتُ الله..والبحر يتخبّط موشكاً على الغَرَقِوالهواء عليلٌ مثليستناديني فاتسلَّل اليها عَلَناًإنها زهرةُ قّداحٍ،عبيرُها يتفتّحُبصُحبةِ أنفاسي !المآل أمام بحر الشمال*** *** ***جالسٌ،بيدي السجارةُوهي شريانٌ تمرَّسَ باللهيبْوفي أُذُنَيّ ترتيلٌ ترابيٌّ يدورُ،وموجةٌ صفراءُتغمر نصف ساقي جورباً !عناقيد الرصاص*** ***رئةٌ بهاتَتَنَفَّسُ الأكوانمن بعدَ اختناقِمدار أنجمها بموسيقى الصديدورجعِهَا اَلدَبَقيّها عدتُ انتبهتُ الى صلاةِ الميّتينفما عجبتُ لأنها أشجى،عبرتُ اليهمُ،مُترَنّحاتٌ فوق أسماعيعناقيدُ الرصاصِ،هوىً يُدوّر - مثل مروحةِ الطواحينِ -الحمامَ أذيعُهُفأهابُ ألاّ يُستطابَلأنَّ آلهةَ الخرابِتهافَتَتْ،غرستْ مسافتَنا جراحاتٍ تسيلُوبعدُ لم تغمدْ مخالبَهاأهالكَ أينما حَدّقتَ ثَمَّ دمي؟دمي ما كانَ يرفو اليأسَفي سجن الإهابْلكنه مُذْ كانَ كانَ غدائراًوصدىً بغابْكمانٌ ليس عندي*** *** ***بشراهةٍ أصغيتُ ,إصغائي سدىوبصبوةٍ حَدَّقْتُ ,لم يرجعْ صدىصَعُبَ الضحى دون الهديلوقد حفظتُ كما الخواتمِكلَّ أسرارِ القتيلِوَدَدْتُ لوَ أنّ الحَمامَ أذاعني،أوحى إليَّ ولو على رَغم اجتهاداتِ النخيل،هيَ الأزقةُ كالمرايافي نثارٍ، لستُ ادريهل تخطُّ يداي باللَّهب الشبيهِبصبغة الحناء حرفاً في الهواء الطلْقمن شِعري؟غيومٌ حّلقت عِبْريكمانٌ ليس عنديكي أُطمئنَها بأني جَنَّةُ الأخطاءِ،ماشٍأستظلّ بهاوفي زُوّادتي حطبُ الشتاءِأرى ملاكاًفي المدى الشرقيِّيهبط كالشهابِمَن شاءَ أن تختَارني؟صعبٌ كمرقاكَاصطحابي !ينتهي نسبي للحرائق*** *** ***أعوامي الماضيةأرخبيلاتُ ضبابٍيُحيط بها العساكر الناشبةُ أضفارُهم في الضياءكانوا عساكرَكانوا فضاءاتٍ بلا حزن ولا أسراروالآنطرقٌ مجهولةٌ تتغذّى على خطاي،تنمو، تتّسع، تطولأنا الذي اختبر الملهاة مرتينلي قصة بعيدةوها قلبي وحيديتسلى بالملل !بلا قّبعةتقيهِ حَرَّ الشمسوبردَ القمر !وكم بعيدٌ هو العراق،بل كم مُغبَّرٌ وَمنسيّ !من بعيد***هنا وهناكأقفُ متمدّداً على ظلّي !أرى الضياءأزهار عبادِ شمسٍ تلامس النجوم،وأطفالاً بعيونٍ مختلفٍ الوانُهايهرعون للإحتفاء بهاوأضحتْ قلوب السابلةبعد قلوب الشعراءفريسةً للشكر والإبتهاج !هكذاذاكرتي لؤلؤةٌ ترمشُأو أكمةٌ يتبعني ضوؤهاأسرابَ نحلٍوأمواجاً تسيح راياتٍعلى الضفافبينما ينحدر من بعيدٍ...لا أحدٌ !جزيرةٌ من ماء*** ***الصيفوالجسد المبلول بالعَرَقِكجزيرةِ ماءٍوهكذا،واقفاً عند ظل كرمةٍ كنتُ،أنفاسي تصطكُّ،عيناي تتبعاننبعاً مَهملاً،كرمة ليس لها ما لكرمة الأمسِمن ماءٍ زلالٍونشيجٍ مالحومن ثمّ تذكّرتُهُ...كان يافعاً يتهجّى حرب الثماني مراراتٍ،زجُرَتُه ولم أكنْ داعيةً أو رسولاً.لحظةً كبيسةً كانتْإنه أنا...إنني أنحدرأجلس على صخرة زرقاءأرتق قميصي الأحمركمَن يرتق حريقاًناديت عليهغير أنَّ سفينةً...ها هو يبحرولكنْ مَن يدُلُّ البحرَعلى أشياء أعمق منهتمشي عليه؟مقطع مستوحى من إحدى جداريات بيتهوفن*** *** *** *** *** ***ياحافلةَ الأطيارالداهسةَ على ضلع الشعراءِكشواظ الوتر الصيفيِّومَن غيرُكِ يقلبُ هذا الماطرَ،هذا الماطَر مثل مساماتِ القيثارِ؟عفريتٌيحكمُأمصاري !أنا***- 1 -أنا الذي رأى السماءَ والأرضتتعانقان كامرأتينِسُحاقّيتين !- 2 -أنا مَن تمادى لا يعودْإِلاّ ويُخفي زحمةَ الأشواقِ بالأشواقِوالغدَ بالرعودْأنا مَن تصفَّحَني كتابُ الشعرِ،أغلقَني ونامَ بظِلِّ عودْالسجود على درع السلحفاة*** *** *** ***غنيتُ الربَّفأعطاني مسبحتَهْأعطاني أبدية ان أُعلي الأشجارَوأشركها في حكميانا العاريوالمنبوذالحافيإخلعْ نعليكَفإنك في حضرة ( بوهما الإسكافي )*وسِرْ فوق الماءْهاتيكَ سلاحفُ تتبعنيهاتيك السجدةُ أبسطهاليراني كُلاًّ ولأنسىأني كنتُ لحينٍ بعضَ سماءٍبعضَ سماءْ !---------------بوهما الاسكافي: متصوف الماني شهير (*)سوح الفراغ*** ***وأصابعٌ ركضتْبدوحة كلِّ أفقٍأخفى نسائمها نضارْومسمَّرونسوى خصال الأعين التعبىإذا ذرفتْ على العتباتدَمْعاً مُشرِكاًوسوى الخيول تدور في سوح الفراغبلا قرارْفتوحاتٌ مَدَنيّة*** *** ***إلى حميد العقابي--في تَسَمُّركَ ما يُذكِّر بماجلان !صاح بي الغيم ساخراً،ولكنني أخيراً وصلتُ،أنا العَدّاءُ،مُرَمِّماً الرقم القياسي،مُجْهَداً كالضوء المسكوبمن مآقي النجوم.أفكارٌ ما زلتُ أُشكِّلهُا،أدور حول أسوارهاحتى توهّمتُ بأني فتحتُهاالواحدةَ تلو الأخرىمغرياً الحبرَ المتجمِّدَ في عروق قلميبكتابة قصيدةٍ.حتى إذا نَهَضْتُتحاشاني السابلةُمُخْلينَ لي السبيلوناظرين إليَّ من ثقوبٍفي الحدائق المتراكمة.إعتصامٌ في فُوّهةٍذاكرة المدينةِ،وعشقُهُ للسلاميُجَرّحُهُ تجريحَ النمور،قال الغيمِ.والمدينة خَتُمها مُريبٌ:إختفى القرميدُ فتحسَّسْتُ دمائي،إختفى الرصيفُ فتحسَّسْتُ خطايقالوا:إنْ عُدْتَ فلن تجدهم كما خَبرِْتَيستعدّون لِخِتان السنابلِ،ينحني الليل فَتَنتَعِل المدائنُ مَوْقِداًولستَ نَبيِّاًفَتُتَّبَعأو لُصَّاً فَتُشَدُّ إلى جذعِ نخلةٍأمّا المدينةُ الأخرىفهيَ الأخرى بلا تَذَمُّرٍ ولا وَباءحتى بلا سُكْرٍ وتشهيرٍ بالأضواء !أين أُعلِّق صوتي؟أرجعتُ عقربَ الفانوسذاكراً كوكباً قَصّياًكان رأسي قد دلفَ الى مِشْنَقَةٍفأبى أن يَعْتَمِرَ الرمادصُرتُ بحراًتصالبَ عبْرَهُ موجٌوأغنياتٌتمدّ شِباكها لتُعيدَ أسئلةَ الغريقْ !أَقول والعهدةُ...*** ***يعرّشُ موتٌ على الجبل القرمزيِّوللوادي خنزيرُهُ الجائعُالأصلعُ المَعِدَهْوفانوسُ راعيةٍ في الظلامِيسُّرحُ أظَفاره الراجفاتِقشوراً على مائدهْخنازيرُ جائعةٌفوانيسُ ترعىوقافلةٌ من جنودٍتسير بعيراً بألف سنامٍأَضاعتْكَ خطوتُها الماردَهْ !رغم الخوف*** ***-1 -أيتها النساءإقطفنَ قلائدَ تتشكّل في دميدمي فانوس ديوجينتحمله الخيولُمُفَتّشةً عن ميدان !-2 -برغم الخوف لأوَّل وهلهْأدنو من عينيهاأذرف فَوقهما قُبلهْدعوة إلى مالك الحزين*** *** ***الحقلُ يأسرني بمالكهِ الحزينْيا مالكاً،مرآكَ يسعدني وليس تشفِّياًصنوانِ نحنُ،ألا ترى:متباطيءٌ دربي، وخطوي لا يبينْ؟دعْ حقلكَ الواهي إذنْفغداً تُعَبِّدُهُ المدينهْوتعال توصلك الدموعُلقعر روحيَ، قعرهِافإذا وصلتَ ترىحقولاً يانعاتٍ بانتظاركْوهوىً ربيعياًومالكةً حزينهْ !المُنَجِّم نهاراً*** ***عسلٌ مضيءٌ عِنْدَ النافذةزجاجةٌ … زجاجتان من مذكَّرات النحلووراء النافذةعيونٌ تتمرأى بعصفورٍزهورٌ تتماثل للرحيقوكصوت أحجارٍ صغيرةٍ تُرمى في الماءكان صوت القبلاتوكانت الريح ترجّ سنابك السفن.......كم يا تُرى هَزَزتُ مهد هذه الأغنية البعيدة؟وكم جنحتُ يأساً للمديح !بحيراتٍ يتسلقُ الضوءُ وصحارىوهناك الخيلُ صهيلٌيفضي إلى برارٍ ماأيتها الأَعالي , أيتها القممكذا الأبوابُ لا تستميل أحداً عن ترفٍبل عن جنونٍكالطَلْع الواقف مزاراً للفصولوكأفواه الأساوروأنا المنجِّمِ نهاراأعمدةٌ مَن يبعثرها في حضرة فوضاه؟لتَثِبَ الشمسُ هناك ,تمتدُّ وهي ممسكة بحدود العالممُحاذِرةً عصراً محدودبَ الروحأيها الشاعر , هاتِ قلبك أفتحهأدقِّقُ في جداولهِأحراشهمرثياتهأيها الجنون مؤَطَّراً بمجد الوحدة !عملة بثلاثة أوجه*** *** ***-1-ثمنُ الحريّةِأعلى من أعشاشاللقالق.-2-تُلاحقُني الثوانيأَتَّقيها حامِلاً آثاَر أقداميعلى ظهري.-3-ياعالماً مغامراً بالرمل والأمواجْعزاؤنا حريةٌعزاؤنا حريةٌ،ومطلقُ اليدينِ في السجنْأفضلُ من مُقَيَّدٍ وَسط خِضَمِّ الحياةْ !قالت: كأنه هو*** ***أيتها المدينةُمدينتي - إِذْ أراكِ - أرى،هي عينَها:سربَ عصافيرها الثرثار،غصنَها الذي تقوَّمُهُ العواصف،فَتاها الذي يرمي بسنّارتِهِ في الماءلا ليصطادَ سمكةًوإنما مَوجةًينطلقُ وإيّاها في رحلةٍ بتول !تعاطفٌ ليس إلاّ*** *** ***- 1 -شجرةٌمُسنَةٌعمَياءأمسِكُها من يدهاوأعبِّرُها الشارع- 2 -ظلَّ الناس يبتهلون فوق التلوَلمّا لم يُنزلْ الإلهُ شيئاًبكيتُ لهموفتَّشْتُ في قلبي عن سِيجاره !صالات الريح*** ***وأخيراًها أنا ذا ساديٌّأَنتُفُ ريشَ الأطيارِوأَجلدُ ماهبَّ ودبَّ من الأشجارِأَسكبُ مافي مِحبرتيفي عِبِّ الريحِ الداخلةِإلى صالاتٍ تَزْحَمُهاجُثَثٌمُتَجَمِّدةٌكالأرصدةِ،وَفي كَفّي مِعْوَلْأتحَّدثُ بلُغاتِ الإنسانِ الأوَّلْتشكرُني غاباتٌتحترقُ بصاعقةٍ من بدءِ المَولِدْأدري أني لا أَملكُ هذا...دَمعي الدانوبُيَصُبُّ بشطِّ العربِوَرَجعُ زئيرييَنْقُلُهُ ناقوسُ المَسجِدْ !سِيّان***في هذا الخريف العاري الأغصانإنْ لم تكن هناك حمامةتَحتضنُ بيضتينفهناك غيمةٌ داكنةٌتحتضنُ الشمس والقمر !مفارقتان لزمن واحد*** *** **- 1 -كالشيخلم يَعُدْ يُعيننُي أَيٌّمن أطراف جسديلا الشمسولا القمر !- 2 -في وقتٍ واحدٍقطارٌ منطلقٌ بسرعة الصاروخنحو الإتجاهات الاربعة،أنا !من جناح الليل الأليَل*** *** ***- 1 -الليل مرآةٌنصفَّفُ فيها أحزانَناقبلَ للنوم- 2 -الغرابُ دقيقةٌمن الليلْ- 3 -رصيفُ الليلحافلةٌ من خطوات- 4 -كُلَّما أرى إلى النجومأخالُها هي التي تحصينيميلادي***حينما احتفلتُ بعيد ميلاديأطفأتُ ثلاثين شمعةًولكنّ الله كم شمعةً او نجمةًسيطفيءُ في عيد ميلادِهِ؟ربما النجومَ كلهَّا !آه ٍ ايها الكونفَلْتَنْطَفيءْ بكامل نجومكوَدَعْنا نفرحْ بميلاد الله !الموشور***مدينتي يقطعها الغناءْحَبْواً على الهواءْمدينتي يقطعها الهواءْحَبْواً على الغناءْلو ضَمَّها زُهْريةً لوَحُيبني دمي جرحُمدينتي تُخَلّدُ الجراحْختماً على الرياحْمدينتي الطفولهْمدينتي مقامعُ الرجولهْوهاهي الشمس التي دارت بنا عُمِرْيَنِلاتُحسنُ - إِذْ تَبْرَحُنا - حتى البَراحْ !كوَّةُ الألوان*** *** ***إلى جمال مصطفى---ناظرٌ من كوّةٍ كالعينِ صفراءَ هناغيمةٌ مقلوبةٌتعطيكَ ما تسألُهاإلاّ المَطَرْ.ناظرٌ من كُوَّةٍ كالعين سوداءَ هناالشارع تلميذٌ على مقعدهِ يغفووذكرى شجراتٍحَفَرتْ قلبيكذكرى حَفَرتْ قلبَ الشَجَرْ.ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين زرقاءَ هناما التَقَتْ سفينةُ الشعرِ فَناراًإنّما باتَ على الشاعرِأنْ يكتبَ في القاعِعلى هَدْيِ الدُّرَرْ.ناظرٌ مِن كوّةٍ كالعين خضراء هناعطرٌ تدلّىأَجْمَعَ البستانُ والبَرُّأَنِ العاشقُ موعودٌ وإِلاّ...سبقَ السيفُ ابنَ آوىوتخطاكَ الاَثرْ !إلى المدعو وطناً*** ***إرجعْياحرفاًشمسيَّاًتحضُنُهُالظُلُمات!……………أو أقول:طوبىلأهليخريفاًشتاءًربيعاًوصيفاًلخامسِ فصلِالرحيل***ذراعان ممدودتان مطاراتِ جيادٍوما استساغتا حَمْلي ,بحرٌ بأشرعةٍ من الأمواجوما استساغ حَمْلي ,وقادمُ سمعني أُصيح:مَن وضَعَ قشور الموزِعلى دروب السفن المُبحْرِةِمع الشتاء !؟أرضٌ أضيقُ من فتحةِ منِْخر*** *** ***يُمارسُ زائرُنا الإختناقَويمتصُّ أنفاسَهُ خلسةً !رمى للشوارع قطعةَ نقدٍوأخرجَ من جيبهِمناديلَه ُ كالنوافذْ،يُعلّل نفساً كما لو سيمتلكُ الَمشْرِقَين !مضى مُتْعَباً...زائرٌوالشوارعُ ضَيِّقةٌ،ضيقُهاربّما كانَ في نفسهَفُسحةً من طفولهْ...تماثيل من خمر*** ***كَفٌّ تخطوعِبْرَ ضباب الفودكاهَا...عدتُ فهل تسمعُ ضَحْكا؟أسمع ضحكاًيمتدّ بلا لونٍونهاراتٍ شاحبةً،عدتُ ومن يدري؟قد ألقى ثانيةًحَشْداً من مجذومينَيسدّون طريق الفَجْرِأَو قد أمشيضمآنَ ولكنْ للجَمْرِليسَ يقيناً،من لاهايإلى كولونياحاورتُ النَفْسَبكوكبةٍ من قيلَ وقالْ !من نافذتيأرقبُ عمراًيصدأُفي الريحِ وما زالْالمغْتَبِط الصاعق*** ***أقفُ ,متشابكةٌ ضلوعي مع بعضهاكقنوات الرَّيالشمس مُدَوَّرَةَ الروح تعلوالشمس تضيع بين الغيومضياعَ قُبَّعةٍ في الزحام.الغيوم أثوابُ اللهِمُعَلًّقةٌعلى حَبْلٍ من البروقالغيومُ النازفةُ من الماءما يحني وادياً من الخيزُرانمَن غيري أغرى المغتَبِطَ الصاعق؟هي روحي تخترق زجاجَ الغيومسكسفوناًمُجَنَّحاً !الغرقى حُرّاسُ البحر*** *** ***في البِّر بحيراتٌ تقطنها أشرعة منفيّهْوأنا أُشعلُ عودَ ثقابٍفتلَوُحُ فصولٌ متنافرةٌلا تجْمَعُها إلاّ أضدادُ هويّهْلكأَني أزدادْيأساً من عمري الطافي فوق مدِادْ !غصنٌ كالشمعةِيرقبُهُ الغرقىيعلو بجناحين يجوبانِ الأَبعادْلكنَّ الأبعادْكرسيٌّ ذو قائمتينعلى الأفقِ المتدفِّقَيستندُ إلى غيمةِ صَبحٍأفْعَىً تتكوّرُعند القائمة اليسرىوشرائطُ دودٍعند القائمة اليمنىحتى أنَّ يدَ الصيادْراحت تتلاشىكالموجةِ أوْهَنَها الَتّيارْغرقىأدمنهُمْ هذا البحرُ بِصَمْتٍحتى أيقظَهُم جرسُ الأمطارْمَشْهدٌ لا يُبارِح*** *** ***لم تكْفِني مِيتَةٌ.....مُتُّ تسعاوعدتُ فَمتُّوما ضقْتُ ذَرْعاوعدتُ عبرتُ مع الفَجرِ،كان زفيرُ القطارْتَبَدَّد فَي بَرِّها طائراً من بُخارْ،طائراً لستُ أعرفُماذا حدا الآنَ بيْفَتَذكّرُتهُ قَطَرةً بَعْدَ قَطرهْرُبى القُبرَّاتِوعصَر المماتِالجنونَ،العذابَ،وغيرَهْعَبَرْتُ مع الفجر وحديَمُسْتَسلماً للقَلَقْأُلَقِّنُ ما يتعرّىعلى ساحلي من كواكبَبعضَ فنونِ الغَرَقْولعاشر مَرَّهْجسدي يتشظّى الى ألفِ فكرِهْيُحَلِّقُبيْعالياً !