الرحلـة
1- الخروج
2- الطريق
3- العـودة
الخروج
"يوميات"
.. وماذا تبقٌّى؟
إذا ما تراءى الدخولُ وشيكاً
فإنى أفارقُ كلَّ مساءاتِ خوفى
وأنسى النهايهْ
.. أعاند مجرى الكلامِ،
لأتركَ نبضى.. هنا
خلف هذا (الجديدِ):
صباح خروجى البدايهْ
.. سأملك كلَّ حدودى
ووقتى
سأعطى الجنوبَ مقاليدَ حكمِ الشمال،
أعربد شرقاً وغرباً،
أفتش أسرارىَ الهاربهْ
ثم أَقنَعُ أنى الذى جددتْ فكرتى
كل ثغراتِ وقتى!
.. وأعلم أنى..
تركت جذورى التى احترقتْ
تحت قصفِ العيونِ،
التى خُلِقتْ لافتقاد الحقيقهْ
وراء القناع المشوَّشِ
منذ الخليقهْ
.. أعاند كلَّ النباتاتِ وحدى،
التى تثمر الخوف /
إرهاقَ دهرٍ
لتَدمَى عروقى
لأصنع بحراً
وأنبت جذراً،
فروعاً
وواحهْ
.. وتنخفض الرأسُ
حتى تلامس صدرى
لكى لا أرى مدناً تحترقْ
ثم أغمض عينى،
أجهِّز حرباً (جديدهْ)،
أغير على كلِّ غيمٍ
وجَرمٍ
وكل النيازك والأسلحهْ
وأحرق زيفاً تمطَّى،
أمزِّق أصواته المستغيثهْ
.. سأمطر كلَّ الزوايا النبالْ
وأصخب عُرساً
– مجوناً –
وأعرف أنى هزمت الجبالْ
وماردها
لنعرف أنَّـا خسرنا!!
وأبقى مجرد أسطورةٍ
لا تميط الأذى عن صدورٍ لنا
ليس إلا.....
* *
الطريق
مضى الشهرُ بعد سقوطِ المدينهْ
خرجتُ لأبحثَ عن ساعدٍ
يحمل الفأسَ والنارْ
وحفنةَ ماءٍ
وتلك المدينة غارقةٌ فى الظلامْ
مضى الشهرُ
والموت يدخل جيبى
ويخرج يحمل أوزاركم
ثم أرفعها عنكم – الآن –
كنتُ رفيقاً كما يُبتغى أن أكونَ،
وأيضاً نباتاً غريباً – رأونى –
سيجلب نحساً
لينزع ما قد تبقَّى
وما زالت الأعينُ - الآن –
تقرأ صمتَ الكآبهْ،
وتحرق دائرةَ الوقتِ كل الشهورِ..
فهل يصبحُ
– الآن –
ما أتمناه ملمحَ نبضٍ (جديـدٍ)
لأرضٍ تنام على حلمها؟
هل سأبدأ دنياىَ من دعوةٍ مستجابهْ
مضى الشهرُ بعد خروجى
لأنشد رسماً (جديـداً)
وأطفوَ حيناً
وحيناً أحارب آلهةً لا أراها،
أراها تساوم آلهةً أخرياتٍ علىّْ!
لىَ الركضُ أنجز ما أمرتْ
لى فضاءٌ بلا درجاتٍ
أخطُّ عليه علاماتِ وقتى
وموتى..
مضى الشهرُ
يركل شهراً
وتلك المدينة ترسم أيامها لوحةً
لوحةً
والمدادُ المدى..
* *
العودة
لا زلتُ
أخرق الحقائقَ الكبارَ
ثم أنتهى لحكمةٍ قديمةٍ
لمن يقاوم الرجوعْ
بأننى ابن الوقتِ
والمسافةِ الفاصلةِ الآن لكل فارسٍ
يمارس اختباءةً للظلِّ،
إن صارتْ حناياه المدى
أو أسقفاً
للوهمِ
والتسطيحِ،
إن ضاعتْ
ولا زالتْ عيونٌ خلفَهُ
تمطِّرُ الدموعْ
فيروزةً
فيروزةً
لحافرٍ يدكُّ أرضها الزجاجْ
يستحلب الأحداق عنوةً
قد عانقتْ حدوده توهماً
بأنه استباح صهوةَ الردى
يساوم الآن الطريقَ / وحشَهُ
كى لا يعود
يحمل الخطى التى لا تستقر فى ارتحالها..
ويبتغى النهايةَ القريبةَ التى أُعدتْ
منذ لحظةٍ لمثلِهِ هنا:
الفارسُ القديمُ
فى أكبر ميدانٍ له سينفث المياهَ
من ذراعه المقطوعةِ..
ويستمر فى البكاءْ!
* * *