كانَ لِصـابِرْ قِطْعَـةُ أرضٍ
مِئتان وبِضْعَـةُ أمتـــارْ
فَكَّرَ فيهـا كي يُحْييهـا
حتَّى سَئِمَتْـهُ الأفكــارْ
فَكَّرَ ولِشِــدَّة حَيْـرَتِهِ
ظلَّ يُفَكِّـرُ ليـلَ نهــارْ
قرَّرَ صـابِرْ بعـدَ عنـاءٍ
وتَبَنَّى إحْـدى الأفكـارْ
ابتـاعَ الصـابرُ محراثـاً
وشعـيراً، وابتاعَ حمـارْ
بَيْنـا صابرْ يَحْرُثُ فيهـا
جـاءَ لكي يسْألَهُ الجـارْ
قـالَ لهُ : ما هـذا صابرْ
إنِّي فـي أمرِكَ مُحْتـارْ
ماذا تزْرَعْ ؟ قُلْ لي جاري
أخـبرْني، قُلْ لي يا جارْ
قالَ لهُ صابرْ: أزْرَعُهـا
بشعـيرٍ يا جـارَ الـدارْ
ولماذا تزْرَعُـهُ صـابرْ ؟
لحمـاري ، أُطعِمُهُ جـارْ
ولماذا تبتـاعُ حمـاراً ؟!
كي أحرُثَ أرضي يا جارْ
ولماذا تحْرُثُهـا أصْـلاً ؟!
كي أزْرَعَ قوتـاً لحمـارْ
دائرَةُ الصـابرِ مقْفَلَـةٌ !
أرضٌ وشعـيرٌ وحمـارْ
مَنْ مِنْ قومي ليسَ كصابرْ
يشقى كي يقْتاتَ حمـارْ !