الثلاثاء ١١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم
اغتراب الغريب
حين شرع القرين في حشو الحقيبة بالريش،متأهباً للرجوع،قال آخره:وسادتي من صوف الغنمغير أنيّ باق، لاحاجة لي بالسفر،كل أرض الله وطن،وعد أنت يا غريب،أشكمني الحنين هنا،ومنذ سنين،أتابع سير القوافل نحو الجنوب،وأحصي الحروب على شاشة التلفزةواملأ جيوبي بالسكرلأكافئ الأدهم بعد شوط طويل،وأجمع حبّ الطحين،للطير المهاجر نحو الشمالوأدعوا له، ساجداً، فوق جبة العابرينأن لا يعكر صفو رحلتهنباح الكلاب في أسفل التلوأن يخطئه ذكاء البنادق،من أصبع في زناد غبي،إلى أن يستقر صاعداً في الغمام،وفيما القرين يغادر سأم الحنينمن وسط الزحام، تعالى النداء:بحق السماءترفق، يا هالة من ضياءبحزمة الريش، وقل للزنبقاتالمتشحات بليل السوادعلى حافة الوادي الجنوبية،أن يعدن رقص الخريفلساعة موت الربيع،الموردة بشوك السنينوقل للأنين أن يكف الأنينويصعد على حافة شجن السكون،ويسقي عيون الأحبة دموع الندىــــــــــــــ