

أُقَلِّبُ فِي لَيْلِ الوُجُومِ عُيُونِي
أُقَلِّبُ فِي لَيْلِ الوُجُومِ عُيُونِي
وَأَخْشَى عَلَى نَفْسِي دَبِيبَ الْمَنُونِ
وَأَنْشُدُ رَبَّ الْعَالَمِينَ بِدَعْوَةٍ
وَأَطْلُبُ أَمْنَاً مِنْ أَثِيثِ الظُّنُونِ
فَكَمْ كَابَدَتْ نَفْسٌ فَوَاجِعَ دَهْرِهَا
وَكَمْ أَسْلَمَ الرُّوحَ امْرُؤٌ ذُو شُجُونِ
وَمَا مِنْ فَتَىً إِلَّا وَقَلْبُهُ مُثْقَلٌ
فُطُوبَى لِمَنْ آسَى شَجِيَّ الْعُيُونِ
أَصَابَتْ فُؤَادِي رَعْشَةٌ مِنْ حَنِينِ
فَتَاهَ خَيَالِي بَيْنَ أَمْسِ وَحِينِ
وَشَبَّتْ لَهَا فِي الصَّدْرِ نَارٌ وَلَوْعَةٌ
وَأَصْبَحَ قَلْبِي مُضْرَمَاً بِالْأَنِينِ
أَمُرُّ عَلَى دَارٍ خَلَتْ مِنْ أُنَاسِهَا
وَأَذْكُرُ أَيَّامَاً غَدَتْ كَالْقَرِينِ
تُصَاحِبُ قَلْبِي فِي بَلَاءٍ وَغِبْطَةٍ
وَتَجْبُلُ رُوحِي جَبْلَ مَاءٍ وَطِينِ
أَيَا غَادِيَاً مِنَّا إِلَى دَارِ يُونُسٍ
تَمَهَّلْ وَخُذْ قَلْبِي لِبَيْتٍ حَزِينِ
فَإِنَّهُ يُشْفَى لَوْ يَرَى قَلْبَ طَاهِرٍ
وَيُمْسِي سَعِيدَاً بَعْدَ شَجْوِ السِّنِينِ