

أَقبلَ العيد
لاحَ هِلالُ العيدِ في الأُفقِ البعيد
يُزيِّنُ سماءَ الشرْقِ لَيلةَ العيد
يا عيدُ ليْتَكَ تَشيعُ منْ مَباهِجِكَ فَرْحةً
على الأَوطانِ والأَنامِ لنَدْعوكَ بالسّعيد
أَطفالٌ ما عادَ قُدومُكَ يُبهرُهمْ
فقراءَ كانوا، أَمْ هُمْ في العيْشِ الرَّغيد
فلِكلٍ مِنهُمْ أَسبابُهُ منَ السَأَمِ
فذاكَ تَعِسٌ، وذاك بَطِرٌ لمْ تَأْتهِ بتجديد
جميلةٌ هي مشاهدُ الساحاتِ، مُزْدانةً
أطفالٍ يداعبونَ الوردَ، وينشدون النشيد
جميلةٌ هي محافلُ المحبةِ والتآخي
بينَ الإِخْوةِ والناسِ، وهذا لَعَمْري أجملُ رَصيد
لكنْ هيهاتَ يا عيدُ أنْ تُحَقِقَ أَمانينا
فما عادَ الجميعُ يَأْبهُ بالتغريدِ أوْ المواعيد
وعُذرا يا عيدُ فما العيبُ فيكَ وإنما
نحن ما عُدْنا نَرى بقدومِكَ، سوى عادة وتقليد
فكيف تغزو مباهجُك القلوبَ والنفوسَ
وهي المشغولةُ بحالِها، وبما أصابَها من بَأْسٍ شديد
فذاكَ على سفرٍ وذاك مع جارهِ خَصيم عنيد
وذاك طفلٌ يتيمٌ، وتلكَ الفاقدةُ وأُمُّ الشّهيد