غزَّة ...
يا المُنْغزَّة
في خاصرة الحُلُم الأبترْ
قد قضَّتْ مضْجَعَ شاهنْشاهْ
غزَّةْ ...
يا الشوكةُ في حلق التُلْمودْ
يا شمْساً تفْضَحُ مَنْ صَبؤا
ثمَّ اعتَنَقوا هُبَلَ العصْرِ
يقتاتونَ فُتاتاً مُرّاً
إذْ يَسَّاقَطُ من فِي الأفعى
في ظلِّ الغرقدِ قد قَبَعوا
جَوعى
لا يُغْني جوعَتَهمْ قوتٌ
والغزَّةُ تلْقَفُ ما صَنَعُوا
تُرْهقُهمْ صورتُها صَفْعا
غزَّة ...
يا صيْحَةَ شعْبٍ قد صَدَعَتْ
لِتُهتِّكَ سِتْرَ الخذلانِ
يا طِفْلاً يُرسِلُ غضْبَتَهُ
كي تَصْهَرَ كُلَّ لُغات الأرضْ
ولِتَبْعَثَها لُغَةً كُبْرى
يَعْلوها حَرْفُ الصّوّانِ
غزَّة ...
يا لحنَ رصاصٍ يحْطِمُ كلَّ قيود الأحلام العطْشى
فيُرَوِّيها
كأسَ العزَّةْ ...
يا زغْرودَةَ أمٍ ثكْلى
تصْدَحُ من خلف الأكبادِ
لِتُودِّعَها
وتُجهِّزَ كوكَبَةً أُخرى تأتزرُ بروح الأجْدادِ
لِتُحمِّلها
آمالَ شُعوبٍ ظامِئَةٍ
تَهْفو لرياح الحريَّةْ
أسْرِجْ يا شعبُ قناديلكْ
أسْرِجْ خيْلَكْ
كي تهْدِمَ بُنيانَ الظُلمَةْ
كي تُسْقِطَ جُدْرانَ العَتْمةْ
كي تُطْفئَ جمرَ الأحزانِ
أسْرِجْ خيْلَكْ
ولْيَجْنِ الباذِرُ رَوْعَ الأمس
ولْيحْصُدْ مُزْدَرِعُ الأوجاع النّقْمةْ
ولْيتعالى لحنُ الفجرِ
ويعانِقْ سيفُ الحقِّ الزيتونْ
لن يَفهَمَ جبَّارٌ أبداً
لغةً أُخرى
أسْرِجْ يا شعبُ قناديلكْ
أسْرِجْ خيْلَكْ
أسْرِجْ
خيْلَكْ
أ س ر ج
خ ي ل ك